العدد 3203
السبت 22 يوليو 2017
banner
الملالي يصرون على معاداتهم الطفولة والإنسانية
السبت 22 يوليو 2017

لا يوجد نظام يصر على عدائه المطلق لكل ما هو إنساني وحضاري في العالم كله كما هو الحال مع نظام الملالي في إيران الذي يتميز بعدوانيته المفرطة للإنسانية والحضارة وقيمها النبيلة والطبيعة والبيئة، فإيران بشعبها وطبيعتها وبيئتها وأنهارها ومياهها الجوفية وغاباتها تعاني الأمرين على يد هذا النظام القمعي وتدفع ضريبة عالية باتت تتجسد يوما بعد يوم على أرض الواقع.

تنفيذ قضاء الملالي أحكاما بالإعدام ضد 4 متهمين في مدينة زاهدان وزابل بمحافظة بلوشستان، بينهم طفل كانت القوات الإيرانية قد ألقت القبض عليه حينما كان في العاشرة من عمره، وهو برفقة شخص آخر متهم بالاتجار بالمخدرات، يجسد قمة البربرية والهمجية والاستخفاف بأبسط مبادئ حقوق الإنسان بل يعتبر تحديا صلفا للمجتمع الدولي برمته وتأكيدا بأن هذا النظام البربري الذي يعيش بعقلية تعود إلى 14 قرنا مستمر بالتمسك بنهجه الوحشي المعادي للإنسانية والطفولة، ذلك أن هذه الحالة تعكس ماهية وعقلية هذا النظام القمعي الاستبدادي.

هذه الحالة التي أضافها هذا النظام الوحشي لسجله الأسود، تأتي في وقت سجل فيه هذا النظام رقما قياسيا في تنفيذ أحكام الإعدام، حيث وصل إلى حالة إعدام كل 4 ساعات، كما أنها تأتي في وقت يحتل فيه هذا النظام الهمجي المركز الأول في العالم من حيث تنفيذ أحكام الإعدام في الأحداث والأطفال، مثلما أنه المتفرد بموقفه المعادي للنساء حيث لا يزال يصر على معاملتهن بأنهن ناقصات عقل وعنصر ثانوي أمام الرجال!
طوال أكثر من 37 عاما من تاريخ هذا النظام القمعي واجه الشعب الإيراني صنوفا من المعاناة والعذاب والمكابدة التي يعجز الإنسان عن وصفها في كثير من الأحيان، والملفت للنظر أن هذا النظام يزداد وحشية وبربرية عاما بعد عام وعقدا بعد عقد، خصوصا عندما لا يجد أمامه من يقف بوجهه ويضع حدا لجرائمه وانتهاكاته، وأصابت زعيمة الشعب الإيراني مريم رجوي كبد الحقيقة عندما أعلنت أن هذا النظام لا يفهم سوى لغة الحزم وأنه يعتبر أي تجاهل له بمثابة خوف منه، وجسد نظام الملالي مقولة السيدة رجوي حرفيا في ممارساته القمعية، وبطبيعة الحال، فإن الأمر عندما يصل إلى إعدام الطفولة البريئة وجعلها هدفا لهذا النظام فإن ذلك بمثابة ناقوس يقرع بقوة الضمير الإنساني ويحذره من مغبة تجاهل هذا النظام المجرم وما سيترتب على الإنسانية جراء ذلك. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .