العدد 3203
السبت 22 يوليو 2017
banner
ما حقيقة اكتئاب المجتمع؟!
السبت 22 يوليو 2017

من المشاهدات الملحوظة، اليوم، وكل يوم، تدهور المزاجية العامة للناس، وارتفاع مخزون الغضب لديهم قبالة أبسط المشاكل وأتفهها، واختفاء سمات الصبر، والهدوء، والعفو، والتسامح، وكأنها لم توجد بالأصل.

ويأخذ هذا الانحدار -أو الاكتئاب كما يسميه البعض- شكلا واضحا بسلوكيات البعض أثناء قيادة السيارات، وعلى مدار الساعة، فالمناطحات، والمصادمات والمشاجرات بين السائقين، باتت دراما تشهدها الشوارع العامة يوميا، وبلا توقف.

وينعكس الأمر أيضا على حالة الأسرة نفسها، وبمزاجية أفرادها، فلا عاد للأب سمات الصبر والحكمة والحلم، ولا عاد للأم القدرة على احتواء زوجها، أو محاولة التفهم لطبيعة الضغوطات التي تخنقه خنقا.

ومن الملاحظ أيضا، ارتفاع نسبة الطلاق، ووصوله لأرقام قياسية مروعة، غالبيتها لأزواج هم دون العشرين، وبمؤشر كارثي، سيشجع الكثيرين للنزوح عن فكرة الزواج نفسها.

ان هذه المتغيرات المتسارعة مجتمعيا نحو الأسوأ، لتؤكد أن هناك خللا كبيرا يدفع الكثيرين للدخول في دوامات من الغضب والاكتئاب الدائم، وهو أمر يستدعي الوقفة والتأمل والتفكير.

وبرأيي، فإنه لا يمكن التغاضي عن الأوضاع الاقتصادية الخانقة والجاثمة على صدر المواطن، بوصفها سببا رئيسا لكل ما يجري، بل هي في صلب ذلك، كما أن مضرة ثورة الاتصالات والانفتاح الجديد كانت أكثر من منفعتها.

ختاما، فالإشكالية بواقعها حاضرة وقاتمة ويجب النظر بمسبباتها والعمل على حلها جذرياً، لأنها تمثل استهدافا لاستقرار المجتمع، ولبقاء استمراره.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .