العدد 3204
الأحد 23 يوليو 2017
banner
معجزة البحرين
الأحد 23 يوليو 2017

البحرين معجزة تاريخية بدليل تخطيها كل الصعاب والتحديات وخرجت أقوى من أية أزمة مرت بها حتى مقارنة بقطر التي تتخبط اليوم بأول مشكلة تتعرض لها في تاريخها من دون أن تعلم أين تسير؟ ولا ماذا تفعل أو كيف تتصرف؟

أذكر فقط بالأزمة الكبرى التي تعرضت لها البحرين عشية استقلالها مع إيران إبان حكم شاه إيران الذي طالب بالبحرين مهدداً بجيوشه الجرارة وجبروته الامبراطوري وكان تحدياً قاسياً للبحرين الجزيرة الصغيرة المسالمة في وجه الوحش الفارسي حينذاك المدعوم وقتها من الغرب كله، لكن إرادة البحرين يومها كانت بقيادة الشيخ عيسى بن سلمان رحمة الله عليه يعاضده شقيقه أطال الله في عمره وحفظه خليفة بن سلمان، حيث واجها تحدي الشاه بعزيمة وحكمة صلبتين ومن يومها والبحرين كبيرة وعصية على التحديات.

أسرد هذا الكلام اليوم لأذكر أولئك الذين يحاولون اليوم في الداخل والخارج الحط من مقدار هذا الوطن العملاق الذي شق طريقه وسط الأهوال وحقق ما لم تحققه الدول الكبيرة والثرية، فقد سارت البحرين على درب التنمية والإعمار وبناء الذات بإمكانيات متواضعة لا يتصور المرء لو كانت تملك ما يملكه الآخرون ورغم ذلك أصبح اسم البحرين في المحافل الدولية مقروناً بالدول المتقدمة في العالم من دون أن تدفع فلساً واحدا للدعاية والإعلان الخارجي كما يفعل الآخرون ممن يغطون عجزهم بشراء الذمم، هذه هي البحرين التي يحاول بعض الجهلة والهاربين وأنصار وعد والوفاق وحتى أولئك المحسوبين اليوم على الدعاية القطرية كقناة الجزيرة الدمرة والناعقين من ورائها التطاول على البحرين، أذكرهم فقط بحقيقة ربما ضاعت من أفقهم الضيق، كل من عادى البحرين سقط وبقيت البحرين شامخة للأبد.

مشكلة البحرين التي كان من الممكن تجاوزها وتفويت الفرصة على أعدائها أنها في وقت من الأوقات سمحت بنية صافية لكل من هب ودب باسم الديمقراطية البراقة والشفافية الدمرة بفتح أبوابها ونوافذها للجميع معتبرة ذلك أنه الانفتاح السياسي والحضاري واتضح أن الذين مُنِحوا هذه الفرصة لم يستحقوا حتى مجرد التلويح لهم بأي مقعد لممارسة السياسة التي كانت سبباً في تأخيرنا وتأجيل مشاريع التنمية والبناء لمجرد أن نرضي الغرب الذي اتضح أنه مهما فعلنا ومهما قدمنا من انفتاح وتضحيات على حساب الوطن والشعب لن يرضى عنا، وكان ما كان في العام 2011 ولكننا تجاوزنا ذلك وخرجنا أقوى من قبل، فوداعاً لحقبة الاسترخاء والتسامح وغض الطرف عن أعداء الداخل والخارج، وبهذه المناسبة أذكر وأعيد وأكرر لا تسمحوا بعودة لا الوفاق ولا وعد ولا أمثالهما ولا حتى التسامح مع الدول التي ترعى هؤلاء كقطر مثلاً.

 

تنويرة: عندما يصبح الإنسان إلها يسهل تدميره.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية