+A
A-

كانو الثقافي ينظم محاضرة "كيف نصنع الابداع "

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 18 يوليو محاضرة بعنوان " كيف نصنع الابداع " للدكتور علاء الدين العمري  وأدارت الحوار الدكتورة هديل العبيدي.  وبدأ الدكتور العمري الأمسية بالإشارة إلى أن الاهتمام بالإبداع والمبدعين قد بدأ في نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب التسابق التكنولوجي والتنافس بين الدول الغربية والشرقية وأضاف أن خمسينيات القرن الماضي قد شهدت اولى المحاولات لتأطير الموضوع نظريا بواسطة عالم النفس "أليكس أوسبورن" عام 1953 م الذي أقترح طرقا فعالة لتحقيق الابداع عن طريق العصف الذهني.

وفي خضم الحديث عرف الدكتور العمري الابداع بأنه المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير الى تفكير مخالف كليا وعرفه أيضا بأنه التعبير عن القدرة على إيجاد علاقات بين الأشياء لم يسبق أن قيل أن بينها علاقات وأنه النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة وتم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة ثم إلى تصميم ثم إلى ابداع قابل للتطبيق والاستعمال. ليضيف لذلك جميعا أن الابداع هو مزيج من الخيال والتفكير العلمي المرن لتطوير فكرة قديمة أو لإيجاد فكرة جديدة, مهما كانت الفكرة صغيرة ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف يمكن تطبيقه واستعماله. وكما ذكر الدكتور العمري أن جوانب الابداع لا تقتصر على الجانب الثقافي والعلمي فحسب بل تتعداه إلى مجالات مختلة في الصناعة والتجارة والفن وتصميم السلع والآلات والمعدات وطرق التصنيع بما يؤدي إلى زيادة الانتاجية. وتحدث الدكتور العمري عن خمس أمور أساسية تساعد في فهم ظاهر الابداع ومنها أن الابداع عملية تراكمية تتراكم عند الانسان فكلما زادت خبرته زادت فرص الابداع لديه , وأن الابداع لا ينتج من فراغ وإنما يحتاج الى حافز لانطلاقه , وكما انه لا يتوقف على قدرات المبدع إنما ينمو بالتحليل والجهد والمثابرة وأن الابداع يتأثر بالمناخ المحيط بالمبدع.

 بالإضافة لذلك أشار إلى مؤشرات مهمة تدل على توفر موهبة الابداع في الفرد وهي النهم للمعرفة , حب الاطلاع ,الالتزام بهدف والقدرة على تقديم الافكار , الثقة بالنفس , تبادل الرأي , الاستقلالية , وضوح الرؤية وصلابة الموقف. وأكد الدكتور العمري أن هناك أمور مهمة قد تحتاجها الفكرة لضمان نجاحها تنقسم لثلاثة عناصر أساسية وهي عنصر التجديد , عنصر الإثارة وعنصر استثمار المقدرة الطبيعية. ووضح أن أسس التفكير الابداعي تنقسم إلى نقاط عديدة أبرزها طول التأمل والتفكير , المغامرة محسوبة النتائج , التغيير , الصبر وتحمل المعارضين , ترك الطرق التقليدية , الاصرار والتحدي.

وفي الختام وضح الدكتور العمري أنه في سبيل دمج الابداع مع الأنظمة التعليمية اليوم في عصرنا الحالي يكمن التحدي في كيفية بلورة الافكار على أرض الواقع لتكييف المناهج الدراسية مع ثورة التكنولوجيا الرقمية وتطويرها لمنهج تربوي حديث يحفز الابداع والابتكار في المدارس. كما بين الدكتور الخطوات الدولية المتخذة في سبيل حماية حقوق المبدع وهي براءة الاختراع حقوق الملكية , غلاف سولو, حماية سرية الابداع وعلامة حق الابداع وتسجيل البرمجة وفي نهاية الحديث بين الدكتور العمري أن أهم المعوقات والعقبات التي تواجه الابداع تتركز في العقبات النفسية , الذهنية والبيئة المحيطة في البيت أو العمل أو المدرسة والمجتمع وشدد على ضرورة نشر الوعي الابداعي في المجتمعات المعاصرة والتشجيع المستمر للشباب على الابداع.