العدد 3206
الثلاثاء 25 يوليو 2017
banner
كل من هب ودب أصبح واعظا ويصدر الفتاوى!
الثلاثاء 25 يوليو 2017

قال وكيل وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ فريد المفتاح كلاما في غاية الأهمية وهو أنه “تم تجديد تراخيص 85 واعظاً ممن أثبتوا فاعليتهم خلال مدة الترخيص، بينما تم إلغاء 48 ترخيصاً من قائمة الوعاظ بعد أن ثبت عدم فاعليتهم ومخالفتهم بعض الإجراءات الإدارية، فضلاً عن ضوابط الخطاب الديني، فيما تم إصدار 34 ترخيصاً جديداً لمن تقدموا بطلبات رخص الوعظ، وذلك بعد أن تم إخضاعهم لامتحانات تحريرية واختبارات شخصية من قبل لجنة متخصصة اعتمدت مؤشرات قياس تتناسب مع الدور المناط بالواعظ كقياس وسطية الفكر، ومدى الإلمام الشرعي، والثقافة العامة، ومهارات الإلقاء، والسمات الشخصية وسرعة البديهة وغيرها.

خطوة تشكر عليها وزارة العدل والشؤون الإسلامية، فالواعظ الذي يستخدم المنبر الديني للنظريات السياسية والمواقف الآيديولوجية بات يمثل خطورة جسيمة على المجتمع وبالتالي فإن إبعاده عن هذه المهنة أمر لابد منه، وحتى الواعظ الذي يخطب في الناس متبعا عملية المونتاج السينمائي ويفتقد للقدرات والوسائل الصحيحة والخبرات أيضا لابد من إبعاده، ففي الفترة الأخيرة ومع الأسف أصبح كل من هب ودب واعظا، يصدر الفتاوى والتفسيرات ولا يعمل وفق الشروط التي يتم تحديدها للقيام بهذه المسؤولية المهمة، تستمع إليه وإذ به يدخل منعطفات غير متوقعة ويضيع المتلقي في أشكال الحياة الروحية بسبب جهله واليتم الفكري الذي يعيش فيه. يقرأ “جم كتاب” ويتصور أن هذه القراءة ستدفع به إلى عالم الإفتاء وإلقاء المحاضرات والدروس وأن الرسالة التي يحملها رسالة عظيمة وأن اسمه الأكثر شيوعا وانتشارا.

المفتاح ذكر في تصريحه مسألة الثقافة العامة، ومهارات الإلقاء والسمات الشخصية وسرعة البديهة وغيرها، ولكن من تحدثت عنهم لا يملكون أية ثقافة ولا حتى نطقا صحيحا وسليما ولا يجيدون سوى الصراخ والزعيق وضعفا غير مسبوق في الثقافة العامة وعدم القدرة على الاستيعاب، ومازلت أذكر أحدهم قبل سنوات حين اعتلى المنبر وطالب الناس بمقاطعة أية بضاعة تأتي من إحدى الدول، واتضح فيما بعد أن سيارة هذا الواعظ كانت من صناعة تلك الدولة التي يطالب بمقاطعتها!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية