العدد 3206
الثلاثاء 25 يوليو 2017
banner
أهلنا في القدس... لا تأملوا الكثير
الثلاثاء 25 يوليو 2017

عندما كنا صغارا كنا نسمع البعض يقول إن الغربي ليست لديه غيرة لأنه يأكل الخنزير المحرم عندنا، أما نحن الشرقيون فالغيرة عندنا بمستوى عال، ولكن يبدو أننا تأثرنا بالغرب أو أثر فينا فتلاشت عندنا الغيرة إلى مستوى غير مسبوق، والدليل هو ما يحدث في فلسطين بصورة عامة والقدس على وجه الخصوص هذه الأيام ونحن في واد آخر بعيد كل البعد عن أشقائنا عرب فلسطين، كأنهم قوم آخرون لا تربطنا بهم رابطة عروبة ودين وكأن فلسطين جزء من اليابان أو الأرجنتين لا تحرك فينا حسا ولا غيرة، مع أن الرابطة الإنسانية يمكن أن تحركنا لو كان هناك مظلوم في اليابان أو الأرجنتين لندافع عنه أو نتحدث عن مظلوميته.

قبل ما سمي بالربيع العربي كان الإنسان العربي يتحرك في الشارع دفاعا عن ما يحدث في فلسطين، أما بعد هذا الربيع فقد سكن الإنسان العربي واستكان أو أسكن بالقوة وغدا عاجزا حتى عن المطالبة بالوقوف مع شعبنا العربي المسلم هناك، أما النظام العربي فأصبح طيعا باحثا عن السلام الوهمي مع العدو الصهيوني حتى أصبح الشجب الذي كنا نستنكره في السابق صعبا عليه فلا يخرج منه، وتحول إلى البحث عن وسيلة يداري بها عجزه الذي يراه الأعمى قبل البصير.

يستنكر علينا البعض الحديث عن المؤامرة مع أننا نرى أن الغرب الاستعماري نجح فيها عندما نشاهد ما يحدث ونصمت، نجح إلى الدرجة التي استطاع بها أن يبعدنا عن قضيتنا الكبرى ويضع أمامنا قضايا صغيرة فرعية يشغلنا بها، إلى الدرجة التي يجهل بعض صغارنا أين يقع الأقصى، إلى الدرجة التي يرفض فيها بعض شبابنا الدفاع عن الأقصى بحجة أهمية قضايا أخرى تستوجب الدفاع عنها، فمن فعل بنا هذا؟ أليس الغرب وما يحيكه بحقنا طوال سنوات مضت، والذي حقق بالسلام والإعلام ما عجز عن تحقيقه بالحرب وأدواتها حين كنا نعيش في زمن غير هذا الزمن.

رجل يصلي في القدس فيركله جندي صهيوني أمام الملأ ولا نتحرك، امرأة تنتهك حرمتها أمامنا ولا نتحرك، طفل عربي مسلم في فلسطين يسحل أمام الجميع ولا نتحرك، مسرى الرسول العربي الكريم يحاصر ويمنع المسلمون من الدخول إليه للصلاة ونحن نرى ذلك ولا نتحرك، كل ذلك يحدث أمامنا وكأننا نرى مسلسلا دراميا وليس واقعا يعيشه الإنسان العربي في فلسطين، فإذا كان ذلك كله يحدث أمامنا ونحن في صمت فمتى نتحرك ومتى نتفاعل مع الحدث ومتى ننتخي لأشقائنا؟ لذلك نقول لأهلنا في فلسطين لا تأملوا شيئا فنحن نيام نوم الكهف... لا حول ولا قوة إلا بالله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .