بعد قيام النظام الإيراني عام 1979م بدأ بتصدير أفكاره الطائفية إلى الأقطار العربية والأجنبية وخصوصا أقطار الخليج العربي، والعمل على تهيئة أفراد وتدريبهم عسكريًا وإرسالهم للعمل على زعزعة استقرار وأمن بلدانهم ونشر الفوضى والخراب فيها، فأنشأ أحزابًا كحزب الله وجمعيات دينية وخيرية وسِلكا استخباراتيا وأمنيا يعمل تحت غطاء التجارة والثقافة والسياحة والدبلوماسية وغيرها من الأدوار الأخرى، كما استفاد النظام الإيراني من أماكن النزاعات والصراعات كأفغانستان والعراق ولبنان وفي كل الأقطار العربية من أجل العمل على تصدير أفكاره العدوانية. 

وآخر تدخلاته في شؤوننا الخليجية قيامه وحزب الله اللبناني بتدبير عملية تهريب (14) من مجموعة خلية العبدلي التي تم القبض عليها في 13 أغسطس 2015م وهي تابعة لحزب الله الكويتي من الكويت إلى الأراضي الإيرانية، وهي الخلية التي تمت محاكمتها بتهمة (التخابر مع النظام الإيراني وحزب الله اللبناني بقصد القيام بأعمال عدائية وإرهابية ضد دولة الكويت وتجميع وحيازة أسلحة نارية وذخائر وأجهزة تنصت). 

وأعمال خلية العبدلي لم تكن سوى حلقة من مسلسل إرهابي إيراني يمتد لعقود شهدت البحرين والكويت والسعودية عددًا من فصوله الهادفة لزعزعة أمنها، وكان من بينها جريمة تعرض صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الراحل لمحاولة اغتيال في منتصف عام 1985م، كان خلفها حزب الدعوة العراقي الإيراني، وتزويد النظام الإيراني أفرادا من حزب الله بمواد متفجرة لاستهداف الطرق المؤدية للحرم المكي عام 1989م وغيرها من الأعمال الإرهابية الأخرى في البحرين والسعودية ولبنان وسوريا واليمن.

إن الإجراءات السياسية والدبلوماسية الكويتية تجاه النظام الإيراني هدفها إيصال رسالة إلى النظام الإيراني وأذرعه الإرهابية بأن دولة الكويت ترفض الإرهاب وأن أمنها وسيادتها دائمًا في المقام الأول، وأن الكويت لن تسمح لأذرع النظام الإيراني بأن تطول وتعبث في أرض الكويت. إن أمن الكويت هو أمن السعودية والبحرين والإمارات وعُمان وهو جزء لا يتجزأ من أمن الأمة العربية.