العدد 3209
الجمعة 28 يوليو 2017
banner
استراتيجية الخداع والمماطلة القطرية (1)
الجمعة 28 يوليو 2017

لا أجد ما أصف به تصريحات وزير الخارجية القطري بشأن المطالب التي وضعت من أجل إعادة العلاقات الخليجية والعربية إلى طبيعتها مع بلاده، لم أجد في وصف هذه التصريحات سوى أنها نوع من خداع الذات.

نقلت وكالات الأنباء عن الوزير القطري “تنديده” برفض الدول المقاطعة التفاوض حول هذه المطالب، وذلك عقب اجتماع عقده مع نظيره الأميركي ريكس تليرسون، ولكنني لم أفهم مغزى هذا “التنديد” لأن المطالب واضحة، وكان يفترض أن يصدر قرار أو موقف رسمي قطري حيالها حتى يمكن الحديث عن تفاوض، ولكن أن تتفاوض على المبدأ وتعيد الكرة للمربع الأول فهذه استراتيجية مراوغة مكشوفة، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ولعل الوزير أدرى بذلك.

يتحدث الوزير القطري عن مبادئ العلاقات الدولية وأسس التفاوض، ويتجاهل أن قطر نسفت هذه المبادئ والأسس بل اخترقت قواعد القانون الدولي ذاته حين سمحت لنفسها بتمويل الإرهاب واحتضان الإرهابيين والدفاع عنهم عبر أبواقها الفضائية، ثم حين يأتي المتضرر ليدافع عن نفسه تحاول التذرع بالقانون والمبادئ التي لا تزال جاثمة تئن تحت أقدام قطر! ألا نتذكر المبادئ والقوانين والأخلاقيات سوى حين يلف الحبل حول رقابنا وتبدأ لحظات الحساب، لا يا رجل، ليس هكذا تورد الإبل، فالأصل في الأمور أن تتحرى المبادئ والأخلاق والقانون الدولي ثم تحتمي بكل هذه الترسانات القانونية والأخلاقية حين يجور عليك آخرون، لكن أن تقلب الموازين وتضرب الحائط بكل المعايير والأسس والقواعد المتعارف عليها ثم تخرج صائحاً شاكياً باكياً رافعاً شعارات سبق لك أن أشعلت فيها النيران ومزقها حذاؤك عن عمد وإصرار وتعمد، فهذه هي الوقاحة التي لا أجدها عملاً مفهوماً.

قائمة المطالب الخليجية من دولة قطر ليست سوى محاولة لإعادة السياسة القطرية إلى مسارها الطبيعي والاصطفاف مجدداً ضمن حاضنتها الخليجية والعربية، التي تعد شرطاً طبيعياً للبقاء ضمن منظومة مجلس التعاون والجامعة العربية، إذ لا يعقل أن تضم المنظومتان من يعمل ضد مصالح شعوب ودول بقية الدول الأعضاء، بل يمارس أعمالاً عدائية بكل ما تعنيه الكلمة من معان! كيف يعقل أن تعالج الأمور بحكمة في ظل وجود من يرتكب الجرائم ويحرض الإرهاب ضد شعوب هذه الدول؟! “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .