العدد 3212
الإثنين 31 يوليو 2017
banner
سائقو الأجرة... لا تقطعوا أرزاقنا
الإثنين 31 يوليو 2017

أعتقد أنّه لابدّ من الحديث عن سائقي سيارات الأجرة، فأوضاعهم بائسة وأرزاقهم مهددة، هل تعرفون ماذا يعني أن يهدد الإنسان في لقمة عيشه؟ تفاصيل القضية باختصار شديد أنّ وافدين من الجنسيات الآسيوية أصبحوا يزاولون مهنة نقل الركاب دون ترخيص وفي وضح النهار، اختار هؤلاء منطقة بجوار مدرسة تعليم السياقة لنقل المتدربين من داخل المدرسة وبشكل يومي دون خشية من أحد، واستمرار مثل هذا الوضع أصبح يهدد أرزاق أصحاب سيارات الأجرة من المواطنين، فهم يعيشون مأزقا حقيقيا، فليس باستطاعتهم وقف هؤلاء الآسيويين عن ممارسة التأجير، وفي ذات الوقت صرخاتهم تذهب غالبا أدراج الرياح.

لم يعد الوضع يحتمل المزيد من السكوت والكيل فاض بأصحاب سيارات الأجرة، وقرروا مواجهة الآسيويين، لكنّ المفاجأة بل الصدمة التي لم تخطر ببال أحد منهم أنّ الدخلاء على المهنة يبررون مزاولة نقلهم الركاب لتوصيل أصدقائهم للتدريب أحيانا، وقالوا أيضا إنّ دخولهم مدرسة السياقة بصفتهم مراجعين، ولا نفهم كيف يمكن أن تنطلي مثل هذه الحيل على الإخوة في الإدارة العامة للمرور.

الحقيقة أننا لا نجد تفسيرا لما تقدم عليه فئة من هؤلاء الدخلاء على المهنة، فأحد أصحاب سيارات الأجرة من أبناء الوطن نفد صبره ولم يجد بدا من مصارحة أحد الآسيويين بأنّ تحويل مركبته إلى سيارة أجرة غير مسموح به وقد يعرضه إلى غرامة، فجاء الردّ من العامل الوافد صادما وغير متوقع: “أنا ما فيه خوف... روح أنت اشتكي!”. إنّ المتضررين هم أبناء هذه الأرض ولا يملكون مصدرا للرزق، فهل من المنطق أن نغض الطرف عن الذي يعرض أرزاقهم للخطر؟ أمام هذه المعاناة لم يجدوا إلاّ الاستنجاد بالمسؤولين في الإدارة العامة للمرور الذين أخبروهم أنّ مجرد نقل الركاب ليس سببا كافيا لإيقافهم بل عليهم تقديم شهود من الركاب يؤكدون بالفعل أنّهم دفعوا أجرة، وهذا شرط يبدو غير ممكن كون هؤلاء الركاب متوافقين مع أصحاب السيارات والعملية تتم في صالحهم. إننا نناشد من بيده الأمر التصدي لهذه الظاهرة المؤرقة لفئة من المواطنين ووضع حد لها بأسرع وقت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية