العدد 3213
الثلاثاء 01 أغسطس 2017
banner
خمسة عقود ليست كافية
الثلاثاء 01 أغسطس 2017

خمسة عقود تقريبا مرت على استشهاد جمال عبدالناصر دفاعا عن الأمة ووجودها ومستقبلها، ومع ذلك مازال اسمه يدخل الخوف في نفوس الكثير من أعدائه، ومازالوا يعملون على محاربته وإقران اسمه بعبارات مسيئة تدل على عدائهم الشديد له.

يوم الجمعة كنت أشاهد أحد البرامج الحوارية على القناة الروسية بين أحد الفلسطينيين من الضفة الغربية وأحد الصهاينة الذين ربما لديهم علاقة مع الكثير من العرب حاليا، ولم يتردد ذلك الصهيوني في ربط أحداث المسجد الأقصى هذه الأيام (بالمقبور) عبدالناصر، وهي كلمة تزيد عبدالناصر ومن يحبه فخرا لخروجها من فم أحد أعداء الأمة، وهو ما يوحي بأن اسمه مازال مخيفا لهذه العصابة التي تعيث فسادا في الأمة حاليا بعد أن خلا لها الجو وتزاحم الكثيرون لكسب ودها ممن ينتمون اسما لهذه الأمة أما فعلا فهم ليسوا منها.

هم ربما لا علاقة لهم ببدنه الذي غدا تحت الأرض الآن، ولكنهم يخافون ما كان يحلم به لمستقبل هذه الأمة وما كان يعمل عليه طوال حياته السياسية ويريد تحقيقه كوحدتها وإزالة أعدائها، يخشون أن تكون مبادئه مازالت في قلب البشر من أبناء هذه الأمة الحقيقيين.

ليس الصهاينة فقط أعداء فكر عبدالناصر، إنما تلتقي معهم جماعة الإخوان المسلمين، ويتفق معهم أعداء الشعوب وأعداء الإنسان، جميعهم لم تكفهم خمسة عقود على وفاته ليوقفوا حملاتهم ضده، ولم يكفهم الارتداد الذي حدث على فكره ومبادئه من قبل النظام العربي ليصمتوا مؤقتا، ولم تكفهم المكتبات التي ملئت بالأكاذيب والحقد عليه، لم يكفهم كل ذلك ليتوقف حقدهم عليه، ومازالوا يصرون على غيهم ووضعهم الأكاذيب والتلفيقات عنه وعن نظامه، فهم يتفقون على ذلك رغم الصورة التي يرسمونها عن الاختلاف بينهم.

منذ أيام مرت 65 سنة على ثورته على النظام المتخلف، وبعد أيام تمر 47 سنة على استشهاده، وبعدها بأيام يمر قرن من الزمان على تاريخ مولده ومع ذلك ورغم هذه السنين مازال الشارع العربي مرتبطا به، ومازال الإنسان العربي يرى في فكره ومبادئه التي سار عليها طوق النجاة من المحنة التي تمر بها الأمة والضيق الذي يعصر الإنسام العربي، لذلك يواصل أعداء الأمة حربهم على اسمه، ليس خوفا من شخصه الذي انتهى، ولكن خشية عمله الذي مازال باقيا ومستمرا، ولكن رغم ذهابه فإن الأمة باقية ونتاجها من الرجال لم يتوقف... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .