العدد 3214
الأربعاء 02 أغسطس 2017
banner
شتان بين الثرى والثريا
الأربعاء 02 أغسطس 2017

موضوع قطر بل كلمة قطر في الأخبار أضحت مملة وكئيبة، ومن المضجر أن نسمع ردود قطر ونتابع حججها، بل من الممل جداً متابعة مبرراتها التي لم تأت بجديد منذ أول يوم تم فيه تعريتها وكشف ألاعيبها، بل أصبح المستمع والمتابع للردود والحجج القطرية متهكماً من حدة هذا التكرار والاجترار والدفاع وتصوير نفسها الضحية وأن الآخرين هم الجلادون، ونسي الساسة القطريون أنهم لسنوات طويلة جلدوا كل من حولهم بأكاذيبهم وفبركاتهم ومؤامراتهم التي لم تتوقف إلا حين أعلنت الدول الأربع قرارها التاريخي بمعاقبة هذا الجاني الذي توغل في السراديب مع الإرهاب وصنع من نفسه أسطورة اتضح أنها لم تكن صورة لدى أول ضربة على الرأس.

نعم موضوع قطر لم يعد يثير أكثر من الشفقة على هذا الأداء الكئيب الذي يرتسم على وجوه ساستها وهم يتصنعون القوة والسيادة على الشاشات ويستجدون الدعم من إيران وتركيا ومن منظمات حقوقية مزيفة لا وجود لها على الساحة الدولية، فقدوا مصداقيتهم وأفلسوا ولم يعد أداؤهم السياسي والإعلامي رغم كل المليارات التي يضخونها يومياً في آلتهم الإعلامية يجدي بل العكس، حيث انكشف الكذب والتزوير والفراغ السياسي الذي يعشعش في رؤوس أطفال جلبوهم لمراكز الحكم والمسؤولية وتركوهم من دون غطاء فانكشف المستور، عكس أولئك الأبطال والمسؤولين في الدول الأربع الذين تمتعوا بالثقة والأداء المسؤول الواثق من خطواته، فكسبوا الرأي العام الخارجي والداخلي وخصوصا رجال الإعلام والدبلوماسيون في دولة الإمارات التي حشدت بتنظيم مذهل آلة إعلامية وسياسية تمكنت من سحق كل تخاريف الإعلام القطري حتى بدت قناة الجزيرة الدمرة مكشوفة عارية من ورقة التوت حتى لتتساءل أين كل ذلك الزخم الكاذب الذي كانت عليه طوال السنوات الماضية، فظهرت وكأنها قناة من ورق.
هذا هو حجم قطر الحقيقي، وهذا هو مكانها الطبيعي الذي تستجدي فيه الدعم من الصومال وغزة وطهران ولم يبق سوى أن تتسلح من كوريا الشمالية، لأنها اليوم بلا غطاء من مجلس التعاون الذي كان بمثابة المظلة لها، حيث حاولت ثقبها بخيانتها جيرانها وأهلها الطبيعيين، فما كان منها إلا أن وجدت نفسها تسبح في بحيرة راكدة بعد أن تخيلت طوال السنوات الماضية أنها تسبح في المحيطات، فوضعت رأسها برأس المملكة العربية السعودية الشقيقة ونسيت أن لا مقارنة، وشتان بين الثرى والثريا وبين النجوم والتراب، هذا ما لم تدركه قطر حين تحملت السعودية نصرها الله تصرفات هذه الدولة المارقة لا عن ضعف بل عن مراعاة لشعبها ولكن للأسف العقول الصغيرة التي أدارت هذه الإمارة لم تدرك أن القادم أعظم حين لم تراع الجيرة، وأن العقاب لا محالة منه.
 
تنويرة: مخالفة القواعد ليست خطأ دائما، فأحيانا تكون مطلوبة لإصلاح ما أفسدته القواعد ذاتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية