العدد 3214
الأربعاء 02 أغسطس 2017
banner
هذا عداء وليس خلافا
الأربعاء 02 أغسطس 2017

كان التوصيف صحيحا حينما تحدث وزير خارجية المملكة وقال إن من يطلب تدويل مسؤولية الحرمين الشريفين يصب في خانة الأعداء، ولا نذكر أحدا تحدث عن هذه القضية من قبل سوى إيران، إلا أنه للأسف الشديد انضمت مؤخرا قطر - نظاما على وجه اليقين وليس شعبا - للجانب الإيراني في هذا الطرح وتطور الأمر للذهاب للأمم المتحدة في هذا الطلب، ويتم هذا مع علم النظام هناك بأن هذا الطلب لن ينظر إليه ولن يحظى بأي اهتمام، فلماذا تبادر إليه إذا؟ لتطور الخلاف مع الأشقاء إلى نوع من العداء؟! منذ بداية الأزمة ودول الخليج تعمل على حلها محليا وداخل البيت الخليجي، ومنذ تلك البداية وقطر تدفع لتدويل الأزمة برمتها بعيدا عن هذا البيت في تصور غير صحيح بأن تدويل الأزمة يمثل عامل ضغط على الدول المقاطعة لقطر فترضخ وتتنازل عن طلباتها من الدوحة مع مشروعية تلك الطلبات شعبيا حين تود هذه الدول محاربة الإرهاب بكل أشكاله وتطلب وقف الدعم عنه، وبدلا من مناقشة الطلبات من قبل الدوحة مع الوسيط الكويتي والبدء في تحقيقها على الأرض نجدها تحاول الالتفاف عليها بطرح أمور بعيدة عنها بل بعيدة عن المنطق والواقع. الدول الأربع المقاطعة لم تطرح نقاطا هلامية غير مفهومة، ولم تتجن على السياسة القطرية، وإنما تحدثت عن جوانب عملية وواقعية حدثت على الأرض بدلائل لا تقبل التفنيد، مارستها السياسة القطرية على مدى سنوات طويلة عملت من خلالها على تقويض النظام العربي، وهو ما يعني أن تلك السياسة كانت معادية للأمة العربية التي يمثل الشعب هناك في قطر جزءا حيويا ومهما منها.

تعامل الجانب القطري مع الأزمة يوحي بتدخل عنصرين رئيسيين فيها، الأول: جماعة الإخوان المسلمين المهيمنة على السياسة هناك والتي تدفع دائما بالدين في السياسة ولكن بصورة خاطئة، فهي جماعة تتخذ قياداتها من الدوحة مقرا لمحاربة النظام العربي كما فعلت في ليبيا وتعمل في سوريا حاليا وتحاول بلا كلل النيل من مصر وإشغالها عن التنمية، ثم الجانب الفارسي الذي لم يترك فرصة للنيل من الدول العربية في خليجنا العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، الأرض التي كرمها الله بآخر رسالاته وبالحرمين الشريفين مقصد جميع المسلمين في العالم أجمع، الأرض التي خرجت منها الجيوش العربية المسلمة التي فتحت الأراضي الأخرى كأرض كسرى “فارس”، وأزالت بذلك هيمنة فارس على الأرض العربية بل على فارس نفسها، ومازال ذلك مؤثرا في الذات الفارسية التي تبحث عن أي مدخل لتقويض المسؤولية العربية على الحرمين الشريفين.

بدلا من أن تعمل قطر على العودة لحضن أمتها العربية نجدها بما تقوم به تعمل على الابتعاد عنها قدر الإمكان والغوص أكثر في حضن الإخوان المسلمين والدول الأجنبية... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .