لم يعد الحديث عن السياحة في البحرين وتطويرها أمرا جديدا؛ إذ عكفت الأقلام في السنوات الماضية على الحديث عن هذا الموضوع الحيوي والمهم، كيف نجعل البحرين وجهة سياحية؟ هل لدينا المقومات السياحية الكافية لتحويلها إلى مقصد سياحي؟ هل بلغنا مستوى الرضا عن الإقبال السياحي في بلدنا؟

كلنا نتفق على أنه لا يوجد في الحقيقة ما يمنع أن تكون البحرين وجهة سياحية تنافس نظيراتها من الدول، وبإمكاننا بكل تأكيد أن نستثمر في السياحة، وأن نخلق من البحرين جنة الله على الأرض، وأن نحقق تقدماً كبيراً في هذا المجال إذا ما كانت هناك ميزانية مناسبة مرصودة لهذا الغرض سواء من القطاع العام أو الخاص، وإذا ما وضعت خطة متكاملة مع ضمان تنفيذها على مدى السنوات المقبلة.

أعتقد أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص الخيار الأمثل لتحقيق ما نصبوا إليه، لكن ليس على المستوى المتواضع، بل على مستوى شراكة تكفل تحقيق هذا الهدف الاستثنائي الكبير، وبالتالي، لماذا لا ندعوا إلى شراكة مدروسة بين القطاعين دون أن تقتصر على مجرد مبادرات أحادية أو ثنائية لا تتحمل تحقيق الهدف المنشود وفق خطة استراتيجية وزمنية محددة؟

نعم، البحرين دولة صغيرة جغرافياً، وتوفير المقومات السياحية فيها ليس أمرا صعبا، واستقطاب السياحة العائلية والترفيهية وحتى الخاصة الثقافية منها مثلاً وغيرها ليس أمرا مستعصيا أبدا.