غير واضح ما إذا كان ثمة حب قد بقي في قلوب عشاق برشلونة تجاه نيمار، أم أنه زمن قضي فيه أصلاً أمر العاطفة.. بلغة العقل، لا ندم، الجميع حصل على ما يريد.

الصفقة لم تتم رسمياً بعد، الرقم فلكي، قد يكون مبلغ 222 مليون يورو المنعطف الذي ستتدحرج فيه كرة القدم نحو نقطة اللا نهاية، أم هو بداية النهاية..

بنظرة بعيدة لا يمكن الخروج من دائرة القبول الصامت تجاه ما وصلت له اللعبة الشعبية الأولى، فبماذا وكيف يُفسر تخطي رسوم انتقال موراتا ولوكاكو حاجز الـ 70 مليون يورو؟ الإجابة تتلخص فيما دفعه يونايتد في صفقة بوغبا!

أياً يكن من أمر، ثمة شيء مؤكد واحد في القصة، أي حديث بعد الآن عما يسمى بـ “قانون اللعب المالي النظيف” هو سذاجة صريحة.. “الكذبة” التي رفضت أن تكون.

اللعبة الشعبية، باتت لعبة بين “الكبار”،

و “النظافة” فيها لم تعد سوى حبر على ورق.. فضيحة فساد “الفيفا” رسمت الصورة بوضوح، تماما مثلما رسمها المخرج السينمائي أوليفر ستون في “سنودن”.

الآن، منطقيا، تبدو الصفقة مربحة لأطراف كثيرة: فرنسا وباريس وجماهيره، بالحصول على نيمار، برشلونة الذي قبض شرط وضعه بنفسه للتخلي عن نجمه، وللاعب نفسه الذي قرر مصيره بيده.

العكس صائب أيضاَ! فنياً.. فقد خسر برشلونة ونيمار بعضهما، وقد يربح باريس كل شيء عدا دوري الأبطال، الهدف الكبير..

برشلونة تضرر لكنه سيبقى برشلونة، الهدف الآن، امتصاص الإحباط الجماهيري بسرعة. صفقة من العيار الثقيل، يعقبها موسم لإعادة الكبرياء.

نيمار عاد خطوة للوراء، لا شك في ذلك، والخروج من ظل ميسي - كما يوصف - كان وسيظل بثمن.

أما باريس فقد وضع قطعة ثمينة، لا يمكن إلا الاعتناء بها، ووضعها في المكان المناسب، حتى لا يخسرها الجميع!