العدد 3217
السبت 05 أغسطس 2017
banner
لماذا يعكر ملالي إيران أجواء المنطقة؟
السبت 05 أغسطس 2017

بإلقاء نظرة على الأوضاع السائدة في دول المنطقة، لاسيما في سوريا والعراق ولبنان، نجد أن تلك الأوضاع تسير بصورة غير عادية نحو التأزم، وتأخذ طابعا غريبا ومعقدا يزرع كل معاني اليأس والتشاؤم، فالتطورات المتسارعة في تلك البلدان المشار إليها، تؤكد أن هناك يدا تعبث من خلف الكواليس بمسار وسياق تلك الأوضاع وتدفعها صوب مفترقات محددة معاكسة تماما لمصلحة وأمن واستقرار شعوب تلك الدول، والذي يكاد يطغى على المشهد السياسي العام في تلك الدول هو ملامح فتنة طائفية ودينية غير مسبوقة بحيث صارت شعوب المنطقة تشهد مظاهر غريبة عليها من قبيل نبش قبور الصحابة والشخصيات الدينية وحرق المساجد والكنائس وغيرها من تلك المظاهر التي تفتح أبواب الفتنة والصراع الطائفي والديني.

تأزم الأوضاع في هذه البلدان بصورة خاصة وفي المنطقة بصورة عامة، يتزامن ويترافق مع تأزم الأوضاع في إيران وبلوغها منحنيات بالغة الخطورة والحساسية، حيث تنذر بمواجهة كبيرة بين النظام الإيراني والمجتمع الدولي، ومما لا شك فيه أن النظام الإيراني وقبل أن تحدث تلك المواجهة يريد خلط الأوراق والعبث بها بحيث لا يمكن السيطرة على زمام الأمور في المنطقة، ما يجعل التدخل فيها أمرا مستحيلا، والنظام الإيراني بلعبته القذرة والخبيثة هذه التي يضحي فيها بسلام وأمن واستقرار شعوب دول المنطقة، يثبت للعالم مرة أخرى أنه يضع مصلحته الخاصة فوق كل اعتبار آخر، وأنه يرتب ويمنهج الأمور كلها بما يخدم بقاءه واستمراره في الحكم.

الأوضاع المضطربة في العراق وسوريا ولبنان ومصر والتي تمهد جميعها لفتنة طائفية ودينية بغيضة، يعلم القاصي قبل الداني أن الجهة الوحيدة التي لها مهارة فائقة فيها هي نظام الملالي في إيران، حيث يمر بظروف حساسة جدا ويواجه تبعات وتداعيات سياساته المشبوهة والخبيثة في المنطقة والعالم، والأنكى من ذلك أن هذا النظام بالإضافة إلى أزمته النووية التي يواجه بسببها المزيد من العقوبات الدولية، وعلى الرغم من إبرامه الاتفاق النووي وتجرعه السم النووي وملف الإرهاب اللذين يفضحانه أمام المجتمع الدولي، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الوخيمة التي يعاني منها، فإنه يواجه مقاومة بطولية غير مسبوقة من جانب الشعب الإيراني وطليعته المكافحة والمناضلة من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية الحقيقية منظمة مجاهدي خلق، ما يقض مضجع النظام ويجعل حياته مليئة بكوابيس تلك الانتصارات السياسية المستمرة والمتوالية التي تحققها منظمة مجاهدي خلق وذلك الحضور الكبير لها على الخارطة السياسية الإيرانية وعلى الصعيد الدولي، كل ذلك يدفع نظام الملالي - من أجل ذر الرماد في الأعين وحرف الأنظار عن واقع ما يجري - لافتعال مختلف الأزمات في تلك البلدان، لكن موسم هذه الألاعيب والحيل لم يعد كالسابق والنظام هذه المرة بات مفضوحا ومكشوفا أمام المنطقة والعالم. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية