العدد 3221
الأربعاء 09 أغسطس 2017
banner
في طريق غرناطة
الأربعاء 09 أغسطس 2017

سواء كان ما تحدث به التاريخ عن محمد الثاني عشر آخر الملوك العرب في إسبانيا وملك غرناطة العربية صحيحا أم لا، وهل بكى وهو يغادر مملكته وعنفته والدته حينها بقولها (ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال)، سواء كان التاريخ صحيحا في ذلك أم لا، لا يهم، المهم أن ملوك الدولة العربية هناك ضيعوا الملك العربي في أوروبا بتحالف بعضهم مع العدو الذي كان في حرب طويلة مع عرب الأندلس.

صحيح أن ما نحن فيه في وقتنا الراهن تصعب مقارنته بوضع عرب الأندلس، لكن نرى واقعا مشابها في جانب منه، حين يبادر البعض منا في الهروب من الواقع والبدء في التحالف مع من يعادي العرب، وهذا ما تجسده لنا الآن التحالفات التي تعقدها قطر مع إيران بالذات ومعها تركيا وهما لا تحملان ودا للعرق العربي، بل إن إيران لا تترك فرصة للنيل من العرب إلا بادرت إليها، وهي اليوم تمارس تلك الهواية تحت راية المقاومة التي لا نرى لها أي دليل.

لن يكون هذا التحالف في صالح قطر أو الخليج العربي، بل سيكون ضد المستقبل القطري بالذات أكثر من أي شيء آخر، وما نراه من الواقع الذي تمارسه الدولة الإيرانية أنه لا يوحي بالخير بأي شكل من الأشكال، وإن كان الطابور الخامس الذي ابتدعته ألمانيا النازية في الثلاثينات من القرن الماضي قد فشل عمليا، إلا أنه في الوقت الراهن يعمل بصورة كبيرة لإيران وفي صالحها، وهو طابور كامن في الدول الخليجية مجتمعة ومنها قطر التي يعتقد نظامها أنه سيكون في مأمن عندما يعقد التحالفات مع إيران، ولكنه في الواقع يفتح الباب لخراب الدولة ويعين طابور إيران في قطر للعمل بحرية أكبر ودون رقابة، بل بدعم وتمويل ممن صنعه، بالتالي فإن قطر بهذه التحالفات تضع البذرة لنتيجة لا نرجوها لها ولا لأية دولة عربية أخرى، ولا نريد أو نتمنى أن يتكرر تاريخ غرناطة في جزء مهم من خليجنا العربي.

ما تريده دول الخليج العربي من قطر يختلف عما تريده إيران، فهذه الدول تريد الخير لها كدولة شقيقة وجزء عزيز من أمتها، أما إيران فتريد لها التبعية والتحول لجزء منها، لا شيء غير ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .