العدد 3223
الجمعة 11 أغسطس 2017
banner
تأثير الإعلان
الجمعة 11 أغسطس 2017

أسباب كثيرة تدفع محبي السينما والشغوفين بها إلى اختيار أفلامهم التي يرغبون بمشاهدتها، ومنها أسماء النجوم المشاركة في الفيلم ومدى محبتهم وثقتهم بهم أو القصة خصوصاً إذا كانت واقعية أو الإعلان الجيد الذي يروج إلى الفيلم.

من الأفلام التي لاقت صدى جيداً ــ في الآونة الأخيرة ــ من إعلانها، فيلم (دنكيرك)، إلى درجة أنني سمعت أكثر من مرة ممن لم يشاهدوه بعد أن هذا الفيلم يستحق المشاهدة، حيث بلغت إيراداته في أميركا الشمالية هذا الأسبوع نحو 17.6 مليون دولار، وهو من بطولة فيون وايتهيد وداميان بونارد وأنيورين برنارد، ومن إخراج كريستوفر نولان، مخرج فيلم (رجل من حديد).

أبدع مصمم إعلان فيلم (دنكيرك) في تصميمه، مما لفت الكثير من المتابعين والمهتمين بالسينما، إلى درجة أنه نال حظاً وافراً من بيع التذاكر، والسبب المهم وراء ذلك هو الإعلان الجيد له. لكن الفيلم ــ وفق رأيي المتواضع ــ خيب الآمال؛ فقد كان رتيباً، مكرراً للأحداث، لا يراعي الزمنية في الانتقال والعودة بين المشاهد، ولا يحتوي على أحداث كافية، رغم أنه نابع من قصة حقيقية حدثت فصولها في الحرب العالمية الثانية؛ إذ تدور قصة الفيلم حول عملية إجلاء جنود الحلفاء من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا عندما كانوا محاصرين من الجيش الألماني في شواطئ ومرافئ (دنكيرك) الفرنسية منذ 27 مايو وحتى 4 يونيو من العام 1940م.

إنَّ محتوى الفيلم هو ما يخلق اللقطات المعبرة عنه في الإعلان، وقد اختيرت أبرز اللقطات في هذا الفيلم بعناية فائقة للتعبير عنه والترويج له، مما مكن صانع الإعلان من إخفاء معالم الحبكة الكلية الحقيقية للفيلم، وبالتالي استطاع أن يصنع منه فيلماً يتراءى للناظر إلى إعلانه أنه الأفضل.

ومن هنا تأتي أهمية وجدوى الإعلان الجيد عن أي منتج أو فيلم أو عمل فني أو مشروع، وأهمية الإعلان والترويج لأي فكر وثقافة؛ فتأثير الإعلان قوي جداً، خصوصاً إذا كان محتوى ما تريد تقديمه بالمستوى الذي يأمله الناس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية