ينطلق ماراثون الدوري الانجليزي اليوم في موسم ينظر له وعلى نطاق واسع بأنه أحد أكثر المواسم تعقيداً من حيث المعطيات والحسابات الأولية.

“السيناريو الورقي” في السنوات الأخيرة كان مخالفاً لتوقعات خارطة الصراع، إذ يلبس البطل ثوباً واضحاً منذ منتصف الطريق، و”يلهث” الآخرون بحثاً عن بصيص أمل.. ليتضح في نهاية المشوار، أن كل الآمال المعقودة مسبقاً على منافسة جماعية، ما هي إلا وهم من صناعة التكهنات.

أي رسم تتضح معالمه بالمضمون، مهما كانت ملامحه العامة متشابكة، السطور التالية من وحي الخيال الممزوج بالمنطق، وأي تعارض أو تشابه مع الواقع، لن يندرج إلا في الخانة الطبيعية القابلة بالاحتمالين:

تشيلسي: “فخ اللقب” يفهمه كونتي، قصة رانييري لا تزال في الأذهان، وقبله مورينيو.. مع الاستحقاق القاري دائرة الطموح باتت أوسع؛ مشكلة الاختلاف مع الإدارة لا تهم الأنصار بقدر انتظار فريقا جاهزاً بمختلف الأوجه. تشيلسي ستخر قواه في خضم أمواج التطلعات الكبيرة، وكل شيء سيبقى مرهونا بمدى قدرة كونتي على التماسك والثبات في وجه الديكتاتور ابراموفيتش.

مانشستر سيتي: لدى غوارديولا الكثير من التحديات، موسم إثبات الذات، وإلى حد كبير امتحانا مفصلياً يحمل في طياته مصير رجل يعرّف بفيلسوف العصر الكروي الحديث.. بيب سينجح وسيستعيد صورته البراقة مع اسطول مجدد بكل الأسلحة اللازمة للانتصار. الشرط هو التخلي ولو في مواقف معينة عن جزئيات معينة من فلسفة “الجمال”.

مانشستر يونايتد: مع مورينيو لم يتبق من يونايتد إلا اسمه؛ الموسم الجديد يعني محاولة تأقلم اخرى من الطرفين، الفريق الغير قادر على لعب كرة القدم يبدو مؤهلاً للذهاب بعيداً في كل البطولات، باستثناء مسابقة الدوري.!

ليفربول: كلوب يستمر عكس التيار، ما جرى من تعزيزات حتى اللحظة لا ينبئ بجديد.. الاستقرار والثبات، التطوير الفردي والجماعي مع ضخ دماء شابه، عناصر هامة، بيد أن الاكتفاء بها لا يتناسب إطلاقاً مع الواقع المعاصر.

توتنهام: استمرارية الركائز الأساسية تحد يحسب لبوتشيتينو والإدارة، في حين توحي عملية التقشف بالقبول.. النجاح من دون ألقاب، دور برع فيه بوتشيتينو، المطالب قبل أي شيء بمحو فكرة “كابوس ويمبلي”.

أرسنال: البطلان السابقان ربحا “المعركة” بالتفرغ؛ بإمكان فينغر التعويل على ذلك، بشرط حسن التعامل مع “لغز الخميس”.. الدوري الأوروبي صداع إضافي سيضرب فينغر المريض بداء “ارحل” المزمن.