عظيم كم هذا الحب الصادق النابع من الجميع بعد انتشار خبر وفاة نجم الكوميديا الأول الأستاذ عبدالحسين عبدالرضا، لقد أجمع الناس على حبه وتقديره، معتبرين أن فراقه اغتيال للفرح ومحو للابتسامة.

منذ زمن، كان يراودني حلم كتابة مسلسل كوميدي يتصدى لبطولته الأستاذ عبدالحسين عبدالرضا، لم أتردد حينها بالاتصال به، وما كان منه إلا الترحيب وإبداء الموافقة.

أخذت توجيهات بوعدنان على محمل الجد، فعكفت على كتابة قصة جديدة، قصة كوميدية مبتكرة، ونالت حينها إعجاب نجم الكوميديا الأول؛ ففي معرض اتصال هاتفي مني إليه، كان يكتب رسالة نصية هاتفية لي بعد قراءته ما بعثته إليه من قصة مقترحة. في هذه المكالمة، أبدى بوعدنان إعجابه بالقصة، ورغم حديثه الواضح عن إعجابه بها، إلا أنني تعمدت سؤاله ونحن على مشارف إنهاء المكالمة، هل أعجبتك القصة؟ هل يمكن أن أحولها إلى مسلسل كوميدي مميز؟ قال: نعم، ابدأ كتابة الحلقات.

كانت فرحتي غامرة بأن يعجب من تفنن في إضحاكنا ــ منذ الصغر ــ بقصة من تأليفي. ومن الملفت أنه أصر على إتمام كتابة الرسالة التي قطعت استرساله فيها، فقد أرسل فحوى المكالمة الصوتية نصياً لي بعد الانتهاء من المكالمة بدقائق معدودة!

هذا النص، الذي حاز على استحسان أبو الفن الخليجي بوعدنان، في طريقه اليوم إلى الإنتاج لصالح إحدى القنوات الفضائية المميزة، كم أنا فخور بأن يكون أول من أبدى إعجابه بهذا النص هو أستاذنا الكبير عبدالحسين عبدالرضا، وهذا يشعرني بأنني حققت بالفعل بعضاً من ذلك الحلم.

جانب آخر مهم في هذه الحالة الأخلاقية الإنسانية الفنية النبيلة، أن هذا الفنان بجمال فنه وعطائه، استطاع أن يوحد الجميع على حبه.