+A
A-

تصريحات الحرب.. بيكيه وترامب وكيم!

لا يوجد في منافسات كرة القدم الأوروبية بين الأندية ما هو أكثر جنونا وإثارة من مواجهات "الكلاسيكو" التي انطلقت بين عملاقي كرة القدم الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة في العام 1902.

وتزخر مواجهات العملاقين بالعديد من المشاعر الاستفزازية حتى أصبح المراقبون يطلقون عليها مسمى "الحرب"؛ نظراً إلى تشابك الجانب الرياضي والسياسي بسبب التركيبة الحساسة في المملكة الإسبانية، حيث يسعى أقليم كتالونيا المحسوب على برشلونة الانفصال عن الدولة، فيما ترفض العاصمة مدريد المحسوبة على الريال.

وبينما كانت الولايات المتحدة الأميركية تتراشق التهديدات النووية مع عدوتها كوريا الشمالية؛ لتحييدها عن مناطق نفوذها المتمثلة في كوريا الجنوبية واليابان وجزيرة جوام العائمة في المحيط الهادئ، نفذت كتيبة زين الدين زيدان "ضربة استباقية" إلى الفريق الكتالوني في ذهاب السوبر الإسباني، فوجد برشلونة أسلحته الدفاعية والهجومية معطلة في أرض المعركة.

معقل "الكامب نو" استقبل مقبرة جماعية، ووريت فيها ذكرى سيئة للكتالونيين بعد سقوط ميسي وزملائه بثلاثة أهداف لهدف أمام الغريم الأزلي يوم الأحد الماضي، ما جعل حملة التعويض صعبة في معركة الإياب يوم الأربعاء المقبل في معقل الفريق الملكي الذي سيستقبل بأريحية أكثر الزائر الساعي لرد الصفعة القاسية.

"الحرب الكروية" لا تعترف بالسلام والهدنة؛ بسبب قانون الانتصار أو الهزيمة، وكذلك الحال بالنسبة لبعض الحروب السياسية، رغم خطورتها على البشر، إذ تبقى "الحرب الكورية" بين التوأمين السياميين كوريا الجنوبية وشقيقتها الشمالية واحدة من الحروب المستمرة حتى الآن؛ نظرا لغياب اتفاقية السلام منذ 76 سنة.

التاريخ لا يفرق بين الحروب "الكورية والكروية" جميعها صراعات وإن بأسلحة مختلفة، ففي العام 1950، وبينما تتبادل سيؤول المحسوبة على أميركا إطلاق النار مع بيونغ يانغ المحسوبة على الاتحاد السوفيتي، نفذ برشلونة أقسى اجتياح لشباك الريال بنتيجة 7 أهداف، وكان ذلك بمثابة الرد المُتأخر على الثمانية التاريخية المدريدية التي تكبدها الفريق الكتالوني في العام 1935.

التنافس بين القطبين كان مستمراً منذ أبعد من هذا الزمن ليصبح ثأرا متجددا وسعي لإثبات الهيمة، وتحت هذا العنوان تتشابه الصراعات الرياضية والسياسية في أهدافها ونواياها بسحق الطرف الآخر، خصوصا عندما يكون ثمة ترسبات تاريخية وطموحات مجنونة.

العالم اليوم يحبس أنفاسه وهو يتابع بقلق تسابق الرئيسين الأميريكي ترامب والكوري الشمالي كيم عن مجد شخصي سيدفع ثمنه الباهظ الفقراء والأبرياء، والمأمول وسط كل هذه المخاوف من نشوب الحرب أن تكون هذه "التصريحات النووية" مجرد "فرقعة استعراضية" شبيهة بتصريحات الكتالوني بيكيه عندما قال إن فريقه قادر على هزيمة الريال بأبناء لاعبيه حتى بعد رحيل نجمه البرازيلي نيمار.

بالنسبة لتصريحات لاعب برشلونة انقلب السحر على الساحر، فقد سبق المدافع بيكيه مهاجمي ريال مدريد بن زيمة وبيل في التسجيل عن طريق الخطأ في مرماه ليخدم مصالح الفريق الأبيض بنيرانه الصديقة، لكن ما يهون وطأة ذلك عليه أنه لا يزال بمقدوره أن يستعيد ماء وجهه عندما يتوجه فريقه إلى العاصمة مدريد للثأر، وأقصى ما بإمكانه فعله هو الفوز بالمباراة.

أما الخطورة الحقيقية، فتبقى في حفظ ماء وجه الرئيس الأميركي ترامب بعدما أطلق تهديدات بصب النار والغضب على البلد النووي الحليف إلى الصين وروسيا في شرق القارة الآسيوية في حال لم يوقف الزعيم الكوري الشمالي كيم تجاربه الصاروخية. وهنا تبدأ تصريحات الحرب الحقيقية.