العدد 3229
الخميس 17 أغسطس 2017
banner
الحج ركن ديني لا سياسي
الخميس 17 أغسطس 2017

في مثل هذه الأيام من كل عام تتوجه أقدام المُسلمين وأفئدتهم من مشارق الأرض وغربها إلى الأرض المُقدسة في المملكة العربية السعودية قاصدين حج بيت الله الحرام بمكة المُكرمة وزيارة النبي العربي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم والتسليم عليه في المدينة المنورة.

وفي مثل هذه الأيام ومن كل عام أيضًا تخرج التصريحات والأقاويل حول تسييس الحج من قبل النظام الإيراني ومسؤوليه من الدينيين والسياسيين والعسكريين، وفي هذا العام انضمت إليهم القيادة القطرية التي تعمل جاهدة من أجل إنهاء المقاطعة عليها من قبل الدول الأربع بسبب سلوكها السياسي تجاههم.

ليس من شيم القيادة العربية السعودية أن تقف حائلاً بين بيت الله الحرام ودار الرسول لمن أراد الوصول إليهما، وليس من سياستها أن تجعل من الأماكن المُقدسة عِرضة للأهواء والتجاذب السياسي، وهو أمرٌ ترفض السعودية أرضًا وقيادة وشعبًا. ولكن هناك من يستعمل هذه السياسة بعد أن فشلت توجهاتهم وسياستهم للنيل من السعودية وقيادتها، وبخاصة النظام الإيراني الذي يدعي ظُلمًا وعدوانًا بعدم أهلية القيادة العربية السعودية الرشيدة لإدارة الحرمين الشريفين، ويقوم بمحاربتها بعد أن جمعت لها من أنصارها أعداء الله وحزب الشيطان في اليمن ليقوموا بمحاربة السعودية نيابة عنهم، وتسليط الصواريخ الإيرانية على الأراضي السعودية ومنها الذي وجه إلى الحرم المكي الشريف.

ومثلما يفعل النظام الإيراني كذلك سارت على هديه القيادة القطرية في عرقلة رغبة المواطنين القطريين في أداء هذه الفريضة الواجبة دينيًا من استطاع إليها سبيلا، واستخدام هذا الركن الإسلامي في سياستها ضد الأقطار العربية الأربع، وهو سلاح فاشل أداءً ونتيجة وهدفًا. ولم يُسجل التاريخ يومًا أن المملكة العربية السعودية منعت دخول أي مُسلم ومن أي بلد راغبًا في أداء هذه الفريضة الواجبة شرعًا على كل مسلم من استطاع إليها سبيلا، بل ترحب بالجميع دون استثناء، وتمد يد العون إليهم وتساعدهم وتوفر لهم كل مستلزمات أداء هذا النسك الطاهر، ولها في ذلك العديد من المُكرمات خاصة في الدول التي أفرادها غير قادرين على أدائها من الفقراء، وباستضافة أبناء الشهداء.

إن تسييس الحج ومنع المُسلمين لأداء مناسكه يُعتبر إرهابًا بحقهم وممارسة ضد مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وسعيًا لمنع شعائر الله التي أمر الله بها للقادرين عليها، ويتحمل مسؤوليتها ووزرها قيادات بلادهم التي تورطت في دعمها للإرهاب وتمويله وفي استضافة عناصر الشيطنة الإرهابية ومقاصل الكراهية والبغضاء والتحريض على أراضيها.

لقد أنعم الله على المملكة العربية السعودية بقيادة عربية راشدة صنعت مكانة مرموقة لبلادها وللمواطن السعودي، وسندًا حاميًا للحرمين الشريفين، ومنذُ تأسيس المملكة تحملت القيادة السعودية دورها المشهود في العناية بالحرمين الشريفين والإنفاق عليهما وتوفير كل مُستلزمات الراحة والأمن للزائرين إليهما منذُ وصولهم حتى مغادرتهم إلى بلدانهم آمنين سالمين غانمين، والعمل بجهد استثنائي لتنفيذ المشاريع العملاقة في الحرمين الشريفين والمشاعر المُقدسة للتيسير على ضيوف الرحمن من زوار وحجاج ومعتمرين. ولا ينكر هذه الجهود في خدمة عمارة وزوار بيت الله الحرام إلا ناكرًا وبعيدًا عن الحق. وما تقدمه القيادة السعودية لحجاج بيت الله الحرام ليس نهجًا سياسيًا بل واجبًا شرعيًا وإنسانيًا يؤكد جدارتها في تحمل عبء مسؤوليتها في إدارة وخدمة الحرمين الشريفين. ويحق للسعوديين والخليجيين والعرب بأن يفخروا بهذا الدور السعودي العربي وقيادتها لمناسك الحج، وهو سلوك ديني وإنساني وقيادي امتازت به القيادة العربية السعودية وبجدارة عن بقية الأمم. وأن دعوات تسييس الحج الخائبة التي تهب من هنا وهناك لن ولن تؤثر على صورة المملكة العربية السعودية الناصعة وعلى صفحات أعمالها العظيمة في خدمة الحرمين الشريفين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .