العدد 3230
الجمعة 18 أغسطس 2017
banner
إضافـــــــــة هاني اللولو
هاني اللولو
حوار متجدد
الجمعة 18 أغسطس 2017

ثمة سيناريو مختلف يلوح في أفق النسخة الجديدة من الحوار الأزلي بين عملاقي إسبانيا، إذ وبصرف النظر عن مواجهتيهما في السوبر، تشير معطيات الصورة الأولية لدلائل يمكن البناء عليها، وبوضوح تام.

في هذا المستوى الرفيع من كرة القدم لا وجود لكتاب يقرأ من العنوان، هذا متفق عليه، كل شيء قابل للتغيير بلمح البصر، متى ما توافرت الشروط المؤدية للطريق الصحيح.

يخطئ من يعتقد أن برشلونة بصدد دفع ضريبة التخلي عن نيمار، بل نيمار كان ضلعاً من مثلث -مع ميسي وسواريز- كفل إخفاء عيوب إدارة تشبعت هفوات، وأشبعت الأنصار من وهم “الكمال”.

إدارة بارتوميو (الدمية التي يحركها روسيل) -كما يصف لابورتا- تدفع اليوم ثمن تراكمات الأخطاء السابقة، تعاقدات وقرارات واختيارات غريبة تلاشت معها الشخصية الحقيقة لنادٍ لا يرضى سوى بالتربع على عرش اللعبة.

حادثة نيمار وما ترتب عليها، هي القشة التي قصمت ظهر البعير، في الوقت ذاته هي الضارة النافعة التي من شأنها كشف المعدن الحقيقي لمن يدير هذا النادي العريق أولاً، وثانياً هي شرخ عميق يؤدي لهزة طال انتظارها في عهد (ما بعد غوارديولا).

وفي خضم هذه الضبابية، يبقى ارنيستو فالفيردي في موقف لا يُحسد عليه، مربع بالغ التعقيد، يبدأ بالمعضلات الفنية التي خلفتها مرحلة لويس انريكي، ويمر عبر الأجواء الإدارية المزرية، ثم بالضغوطات الجماهيرية والإعلامية، وينتهي بخصم شرس يبدو في أفضل حالته منذ سنوات.

فعلى النقيض من التبعثر الكاتالوني، تترتب الأوراق داخل أروقة البيت الملكي كلما مر الوقت، النتائج والألقاب تجلب الهدوء وتسكت ضجيج الشك.

لم يعد فلورينتينو بيريز في عجلة من أمر التعاقدات الكبيرة، ولم يعد زيدان رجل الطوارئ قليل الخبرة الذي تم استدعاؤه لعلاج مؤقت.

بيريز أراد وبحث عن نسخة من “بيب”، وسواء كانت تلك فكرة منطقية أم من وحي الاجتهاد والخيال، فإن الواقع يقول إن نجم “زيزو” المدرب بات محلقاً في السماء، كما لو كان حلماً لا يريد بيريز وأنصار النادي الاستيقاظ منه.

من أجل ذلك، يتحتم على النجم الفرنسي إبقاء أجنحته مفرودة، فأي خطوة للوراء ستساوي سقوطاً ينتهي عنده ذلك الحلم الجميل.

الحوار المتجدد تميل الكفة فيه للبطل، وما لم يطرأ على السيناريو المرسوم أي جديد، سيستمتع ريال مدريد بموقعه فوق الجميع مرة أخرى إلى حين صحوة الغريم من سباته، أو ربما لموسم “ساحر” آخر لأتلتيكو سيميوني يعيد به الأذهان للعام 2014.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية