العدد 3231
السبت 19 أغسطس 2017
banner
العلاقات البحرينية العراقية
السبت 19 أغسطس 2017

تعد زيارة معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين إلى الجمهورية العراقية بتاريخ 13 أغسطس 2017 بداية لصفحة جديدة لاستمرار العلاقات بين القطرين العربيين الشقيقين.

وهذه الزيارة تأتي أولاً ردًا على زيارة لمسؤولين سياسيين ودينيين عراقيين إلى البحرين، وثانيًا بعد زيارة وزراء خارجية لبنان والأردن والجزائر إلى العراق.

وتتمتع مملكة البحرين بعلاقات خارجية وثيقة مع دول العالم كافة، ومن بينها الأقطار العربية، وما يحكم العلاقات الخارجية أو الدولية بين بلد وآخر هو التزامهما بقوانين العلاقات بين الدول وبأعرافها السياسية والدبلوماسية.

وتتأثر العلاقة بين دولة وأخرى بسبب مواقف تلك الدولة سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، وتبقى السمة الأبرز في هذه العلاقة التي تربط بين أي دولتين هي مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وهو أحد مبادئ منظمة الأمم المتحدة في تنظيم العلاقات بين الدول الصادر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (36/103) والمؤرخ في 9 ديسمبر 1981.

وترتبط مملكة البحرين بعلاقات تاريخية ومُتميزة مع العراق الشقيق، علاقة تتسم بالأخوة وتجمعهما اللغة العربية والدين والمصير العربي المشترك.

ومنذُ الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003 ارتبط العراق مع الدولة الإيرانية ولحينه بالعديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والعسكرية، وقد كبلت هذه الاتفاقيات العراق وجعلت مقدراته السياسية وثرواته تحت رحمة النظام الإيراني، وأصبح تواجد قوات حرسه الثوري بشكل كثيف في مختلف محافظات العراق وبخاصة في المُدن الشيعية والمحتوية على العتبات المقدسة.

وكثيرًا ما يتم التشاور والتعاون بين النظام الإيراني والحكومة العراقية فيما يتعلق بالشؤون العراقية الداخلية منها والخارجية.

النظام الإيراني الذي يتبجح بأنه يتحكم في 4 من العواصم العربية ومن بينها العراق استخدم العراق أداةً لسياسته الإرهابية في أقطار الخليج العربي، ومنها مملكة البحرين، فكثير من العناصر التي ساهمت في الاحتجاجات والتخريب تدربوا في العراق، ومن العراق تم تهريب الكثير من مواد وأدوات التفجير إلى البحرين.

وهذه الممارسات تسببت في تداعيات كثيرة على الأمن في البحرين، وعندما تدعم جهات عراقية أي جهة معارضة للقيادة الشرعية البحرينية يُعتبر ذلك تدخلاً في شؤون البحرين الداخلية، وإخلالاً بمبادئ العلاقات الدولية التي تحكم بين الدول.

إن توجه المسؤولين في العراق من سياسيين ودينيين إلى أقطار الخليج العربي وفي هذه المرحلة التي تعاني فيها هذه الأقطار من التدخل المُستمر من قبل النظام الإيراني له الكثير من الدلالات، فالعراق مُرتبط مع النظام الإيراني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وقد عمل النظام الإيراني على تغيير الحالة الديمغرافية العربية العراقية من خلال توطين مئات الآلاف من الإيرانيين في مختلف محافظات العراق، والتي كان آخرها الأراضي المُحررة في مدن الموصل.

كلنا نأمل بأن يستعيد العراق حالته العراقية والعربية، وأن تكون هناك علاقات عراقية عربية وتنسيق عربي بين العراق وجميع الأقطار العراقية في المواقف العربية، وأن يتم ترميم ما مضى؛ ليعود العراق عربيًا سالمًا ومُعافى من براثن الاحتلال.

وكل ما يهمنا أن تكون علاقة مملكة البحرين مع أية دولة عربية كانت أم أجنبية تضمن سلامة مملكة البحرين وأراضيها وقيادتها وشعبها، وأن تعيش مملكتنا بعيدة عن تدخلات الآخرين من الدول ومن المنظمات الدولية الأخرى؛ ليعيش شعبها تحت ظل قيادتها في أمنٍ وسلام.

حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها من كل سوء. آمين يا رب العالمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية