+A
A-

حادثة برشلونة.. نيمار محظوظ.. وشاكيرا قلقة!

يتسكع نيمار في أجمل عواصم العالم باريس. لا يجيد التحدث باللغة الفرنسية حتى الآن، لكن سحره الكروي يتحدث بطلاقة، وهو أمر كاف في بلد اخترع بطولة كأس العالم قبل 90 عاما.

النجم البرازيلي الذي أغضب جماهير برشلونة الإسباني برحيله إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، تصدر عناوين الأخبار في الفترة الماضية، وسرعان ما تلاشى في زحمة الأحداث المتتالية. العالم لا يتوقف عند حدث واحد. يحدث الجديد في كل يوم وتستمر الحياة.

بدوره برشلونة لم يتوقف. تجاوز صدمة نيمار كما تجاوز غيرها طوال 117 سنة. إنه منطق الدولة العميقة لواحدة من أهم مدارس كرة القدم في القارة العجوز. برشلونة ناد كبير ولا يتعطل برحيل لاعب. لقد صنع هذا النادي أساطير الكرة وتجاوز فقدهم. وبالتأكيد لن يكون نيمار أكثر أهمية من أسلافه في أمبراطورية الراء روماريو ورونالدو وريفالدو وحتى رونالدينهو الذي جاء لبرشلونة من حيث ذهب نيمار.

لكن كيف يمكن أن يتجاوز برشلونة الحادثة الإرهابية الأخيرة التي راح ضحيتها أكثر من 13 قتيلا و30 جريحا دهسا بحافلة في شارع سياحي مكتظ؟ وحتى إن تجاوزها برشلونة، فكيف ستتجاوزها شاكيرا؟!

الأكيد أن الحادثة أفجعت الكتالونيين إبان واحدة من أهم الفترات السياحية في الإقليم، والأكثر وطأة أنها جاءت بعد يوم واحد من هزيمة تعرض لها فريق برشلونة أمام غريمه ريال مدريد في كأس السوبر الإسبانية، الحزن عميق من زاوية إنسانية متجردة من خنادق الانتماءات العرقية والدينية.

أما الوضع من منظور كروي متعصب، فهو مختلف، إذ يمكن اعتبار هزيمة برشلونة من الريال ذهابا وإيابا بمثابة الحادثة الارهابية. ولا تقل أسى من سقوط الفريق الذي يدافع عن ألوان كتالونيا أمام العدو الأزلي، تلك كارثة وهذه كارثة وكلاهما خلف أعدادا من الضحايا والإصابات لا حصر لهم على وجه المعمورة.

 

* مؤامرة مدريدية وتنفيذ فرنسي

 

كانت بمثابة قنبلة تشظى من وقع انفجارها الملايين. ليس لأنها في الكلاسيكو التاريخي الشهير فحسب، بل فيما تحمله من دلالات وقرائن على وجود مؤامرة مدريدية تقضي بتدمير هيمنة البارسا من على منصات الألقاب والبطولات.

وبتخطيط فرنسي- فرنسي، رحل نيمار في أكبر صفقة قياسية إلى باريس سان جيرمان الذي تلقى أكبر صفعة على يد نيمار ذاته في مباراة الشامبيونزليغ الأسطورية في النسخة الاخيرة، عندما قاد كتيبة برشلونة لتنفيذ عملية انقلاب مجنونة على النظام الكروي الحديث الذي حاول المنظرون الجدد من خلاله التمترس بالمنطق والواقعية ومحاصرة عنصري المفاجئة والإثارة من ممارسة حقهما الطبيعي في التعبير عن الرأي.

غير أن عناية السماء جاءت لتكافئ نيمار الذي دفع النادي الفرنسي لانتقاله 222 مليون يورو، فلم يصبح البرازيلي أغلى لاعبا في العالم، وهو بعمر 25 سنة فحسب، وإنما كتب له عمر جديد بنجاته من مجزرة السوبر التي نفذها الفرنسي زيدان في الكامب نو قبل أن يستكملها في السنتياغو، ولكن ماذا لو كان نيمار موجودا في صفوف برشلونة حينها ولم يرحل؟ هل ستتغير الوقائع؟

 

 

* حادثة اغتيال الكولومبي اسكوبار 

 

إنه السؤال الذي يمكن للاعب بيكيه الإجابة عليه، حيث علق المدافع الإسباني على رحيل نيمار بثقة مطلقة، وقال إن برشلونة قادر على الفوز بأبناء لاعبيه على الريال، لكن برشلونة خسر في المواجهتين، وبيكيه الواثق سجل هدفا بالخطأ في شباك فريقه.

ولأن بيكيه المتزوج من شاكيرا أخطأ، فهو ربما يقلق المغنية الكولومبية، حيث تعرض مواطنها المدافع أسكوبار للقتل على يد المافيا بعد تسجيله هدفا بالخطا في مرمى كولومبيا في مونديال أميركا 1994. ولاشك أن قلق شاكيرا يتضاعف الآن بعد حادثة الدهس الإرهابية في برشلونة!

ومثلما تعيش مدينة برشلونة حالة من الحذر والخوف والحزن، بدا واضحا أن فريقها يعيش حالة من الوهن والعجز والضياع، إذ لا يزال ميسي وسواريز يحاولان تركيب مثلث رعب جديد في المقدمة بعدما انفك عقد ثلاثية msn برحيل اللاتيني الثالث من المنظومة الهجومية الكتالونية. وهذا هو التحدي الحقيقي الذي سيواجه المدرب الباسكي فالفيردي لإصلاح الترسانة الهجومية الأقوى في الموسم الماضي، وإعادتها إلى سابق عهدها إن أراد البقاء في منصبه.

وحتى ذلك الحين يبدو أن الريال في طريقه لفعل أمور كثيرة هذا الموسم الذي بدأه بالتتويح في السوبر الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد قبل أن يلحق السوبر الإسباني إلى خزينته. ويتضح من خلال الاستقرار الذي يعيشه الفريق أنه ذاهب إلى حيث لا يلحق به الآخرون.