كل موقف يسجله بطولة، وهذا الأمر هو من خصائص الزعماء الكبار والعظماء، وقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه استضافة الحجاج القطريين وفتح المنفذ البري وإرسال طائرات سعودية إلى الدوحة لنقل الحجاج موقف يعبر عن عظيم الكرم والإحسان والنخوة والشهامة وحسن الضيافة والتفرد بسلوكيات أهلته للزعامة والقيادة أيده الله، فالملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله من الصعب على أي حاكم في الدنيا أن يسير في اتجاهه، فإلى جانب بنائه جبهة عربية أكثر وحدة وقوة وصلابة للصمود والتصدى لمختلف التحديات السياسية، فهو أيضا وعلى امتداد تاريخه الباسل مصدرا غنيا للدروس والمعزة والافتخار للشعب السعودي والعربي على حد سواء، وما بذله في سبيل رعاية الحرمين الشريفين من جهد وعطاء ومثابرة دءوبة يعجز اللسان عن وصفه، وتأكيدا على مكانة السعودية بين الأمم وقيادتها الأمتين العربية والإسلامية.

إن المملكة العربية السعودية قامت ولا تزال وستبقى تؤدي مسؤوليتها أمام الله والعروبة، وهي بلد الأمن والراحة والطمأنينة، وهي رأس المال الحقيقي للمسلمين والعرب، وأيضا هي مصدر تعب للأعداء والمنافقين والمطبلين للنظام الإيراني، وغيره من أعداء العرب والمسلمين. السعودية صلبة كالرمح لا تلين وتأثيرها في الخير لا يتغير، فهي تظهر في كل مكان، وهي من أرست أحجار الزاوية للأمن والأمان والاستقرار في الخليج، وعموم المنطقة.

واستحضر هنا مقولة لسمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين طيب الله ثراه عن المملكة العربية السعودية وعلاقته بالمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه من كتاب “الملك عبدالعزيز.. رؤية عالمية”: (إن جسور الأخوة والمحبة وحسن الجوار التي تربط منذ القدم بين المملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول الخليج العربية هي جسور ممتدة في أعماق هذه الدول، وضع بذورها الأولى، وعمَّق جذورها في هذه الأرض الطيبة الأصيلة جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وإخوانه الأمراء والشيوخ حكام هذه الدول الخليجية العربية، فقد وضعوا لها قواعد قوية متماسكة مترابطة، وشيدوا بنيانا قويا ينطبق عليه المثل البحريني المعبر والقائل: “البيت مهما علا كل قوته في الأساس”. والأساس هنا هو القاعدة القوية المتينة الراسخة في أعماق هذه الأرض الطيبة المعطاء، وفي التآلف والمحبة بين قلوب مواطني هذه الدول العربية).