العدد 3232
الأحد 20 أغسطس 2017
banner
عودة العراق
الأحد 20 أغسطس 2017

بقدر ما كان ابتعاد العراق عن أمته العربية قاسيًا وصادمًا على مختلف الاصعدة والأبعاد، يبدو أن عوته ستكون قوية وحاسمة وستكون قادرة على وقف مسلسل التكلفة الاستراتيجية التي يدفعها العراق والدول العربية على السواء، وذلك بالنظر إلى جملة من الحقائق ومن أهمها أن هذه العودة ليست قرارًا خاصًا بدولة عربية بمفردها وإنما هو قرار عربي جماعي كما هو واضح من تبادل الزيارات بين مسؤولي عدة دول عربية ومسؤولين عراقيين، إضافة لزيارات الزعيم “الشيعي” مقتدى الصدر لكل من السعودية ومن بعدها الإمارات، وهو ما يشير إلى وجود جزء يعتد به من شيعة العراق راغبون وداعمون لهذه العودة إلى البيت العربي بعيدًا عن السطوة الإيرانية التي بانت مراميها ومخاطرها.

برايي أن عودة العراق لمحيطه العربي ستتم في ظل هذا الاتفاق الرسمي والشعبي على مخاطر المرحلة السابقة التي ترك فيها المجال لإيران سواء عن قصد أو عن دون قصد لتسيطر وتهيمن على مقدرات الدولة العراقية، وهي مقدرات ليست هينة والتفريط فيها يعد خسارة فادحة لجميع العرب .

وإذا كانت إيران قد دخلت من باب الحرب والاقتتال الطائفي والتخريب، فإن دخول العرب عن طريق إعادة الإعمار والتنمية والحفاظ على وحدة أبناء الشعب العراقي ومؤسسات دولته وهويتها سيعطي للعرب الأفضلية ويسبغ على تواجدهم الخيرية ويزيد من المعسكر الرافض لإيران .

الشعب العرقي بات موقنا اليوم أن الحل في الوحدة فيما بينهم وليس باستقواء طرف على آخر أو انتقام بعض من بعض أو بمحاسبة أشخاص ليس لهم ذنب في ماضي انتهى وأحداث لا يمكن فتح صفحاتها.

والبيت العربي بات الآن مفتوحًا لاستقبال واحتضان ابنًا من أبنائه بكل حنين إلى تلك الايام التي يجتمع فيها شمل كل أبناء البيت وتسود المحبة والألفة فيما بينهم ليكونوا كالجسد الواحد في مواجهة التحديات ومعالجة آثار الفراق الذي حدث دون خوض في أسبابه والمتسبب فيه، لأن الجميع أضحى مدركًا الآن أن المسؤولية مشتركة على الجميع كما أن الأعباء ثقيلة عليهم بما يجعل الحديث عن مرحلة الفراق تضييعًا لوقت يجب ان يستغل في بناء مستقبل جديد لجميع أبناء البيت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .