العدد 3233
الإثنين 21 أغسطس 2017
banner
لماذا وما العمل؟
الإثنين 21 أغسطس 2017

إلى متى سيستمر وضع الأمة على ما هي عليه الآن وقد وصلت إلى مستوى متدن لم تصل إليه من قبل، وضع جعل الإنسان العربي يسأل ذاته عن السبب.. لماذا وصلنا إلى هذا المستوى الذي انحدر بالأمة إلى مستوى أدنى الأمم، وأين مكمن الخلل؟ مع أن الكثيرين أضحوا مفكرين ومحللين وباحثين يضعون الحلول ويفهمون الأسباب مع أنهم أبعد كثيرا عن الحقيقة، والمواطن العربي ربما يسأل مرة أخرى، إن كان الإنسان العادي يرى كل ذلك فهل القادة مغيبون ولا يرون شيئا؟، وإن كانوا يعرفون ويدركون فلماذا لا يفعلون شيئا؟، هل هم مقيدون أم غائبون؟.

الكثير من مؤتمرات القمة تعقد ولا تصل إلى نتيجة ولم يكن حال الأمة يوما ما على جدول أعمال واحدة من هذه القمم الكثيرة، فالجدول واحد في معظم اللقاءات ولكن النتيجة واحدة كل مرة وهي لا حلول أو ربما حلول مسكنة فقط، والمشكلة أن القمم لا تعير اهتماما لكثير من مراكز الدراسات التي يمكن أن تضع يدها على الجرح وتحاول إيجاد الحلول، فما الذي يمكن أن يحدث لو كلفت بعض من تلك المراكز البحثية المحترفة بعمل دراسات تبحث في أسباب هذا التردي والحلول الممكنة لانتشال الأمة منه ووضعها على طريق النجاة، وحين نقول ذلك فإننا نعني عددا من المراكز وليس مركزا واحدا، ثم تكلف لجنة مستقلة تضم عددا من ذوي الاختصاص وأصحاب العقول النيرة والانتماء الوطني الحقيقي لتقييم تلك الدراسات ومن ثم عرضها على مؤتمر قمة ذو نقطة واحد على جدول أعماله وهي حال الأمة فقط.

لو حدث هذا لتمكن القادة من القيام بدورهم الوطني الحقيقي، ولأنجزوا ما لم يستطيعوا إنجازه طوال عقود مضت، لأدوا الأمانة الملقاة على أعناقهم ولأبرؤوا ذممهم المليئة بالنواقص حتى الآن، ولتمكنوا وبعد الدراسة الواقعية من وضع الحلول ووضع البرامج لتطبيقها، أما ما هم عليه الآن فليس أكثر من مجرد ترقيع وهروب من الواقع.. والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .