العدد 3234
الثلاثاء 22 أغسطس 2017
banner
استضافة ضيوف الرحمن القطريين
الثلاثاء 22 أغسطس 2017

في كل عام تستضيف المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين عددًا كبيرًا من الناس من مختلف بلدان العالم لتأدية فريضة الحج على حساب خادم الحرمين الشريفين والحكومة العربية السعودية. ومن ضمن ضيوف هذا العام الأشقاء القطريين الذين لا ناقة لهم ولا جمل من ما حدث ما بين الأقطار العربية المقاطعة ودولة قطر. وإن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية لاستضافة الحجاج القطريين تشمل في طياتها عددًا من الرسائل التي يجب أن تعيها القيادة القطرية، ونذكرُ منها: 1. أن الشعب القطري العزيز والشقيق لا يتحمل أي ذنب من أحداث هذه الأزمة التي أشعلتها القيادة القطرية ضد المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، وأن الشعب القطري له مكانة خاصة لدى القيادات الخليجية وشعبها العربي. وهُم مرحبون بهم أينما كانوا وأينما حلوا، ولم ولن يكونوا طرفًا في هذه الأحداث التي ترفض القيادة القطرية على إنهائها بخيرٍ وسلام.

2. إن القيادة العربية السعودية ترفض مبدأ تسييس الحج الذي يتناوله النظام الإيراني في كل عام وتبعته في ذلك هذا العام القيادة القطرية. فالحج ركن ديني وواجب الأداء من استطاع إليه سبيلا وهو أسمى من الأمور السياسية وأرفع شأنًا. وإن استجابة أبناء قطر الراغبين في أداء فريضة الحج لدعوة خادم الحرمين وعلى نفقته الخاصة ودخولهم الأراضي السعودية من غير تصاريح إلكترونية تؤكد أن لا سياسة في الحج. وهذه الاستضافة أثبتت خطأ القيادة القطرية في تسييسها للحج.

3. إن هذه الاستضافة خطوة سعودية حكيمة وليست ذات دوافع سياسية، وهي مبادرة سعودية كريمة وحليمة من لدن العاهل السعودي لتؤكد شهامة موقفه ونُبل أخلاقه ومروءته وهي خصال تجمعت في نخوته العربية. وأن هذه المبادرة نحو الحجاج القطريين اخترقت الأزمة الراهنة مع القيادة القطرية.

4. هذه الاستضافة الكريمة والقرار السعودي الحكيم أصاب ادعاء النظام الإيراني للقيادة السعودية بتسييس الحج في أزمتها مع قطر في مقتل. فالدعوة الإيرانية لهذا الإدعاء السنوي دائمًا نهايته الفشل، وأن القيادة السعودية لتؤكد بأن فريضة الحج هي رُكن ديني وليس سياسي.

5. إن قرار العاهل السعودي ليؤكد أن المكان الصحيح لدولة قطر هو بيتها الخليجي وعرينها الوطن العربي، وأن عليها أن ترجح العقل والحكمة في علاقاتها الخارجية، وعليها أن تتخلص من الفخ الإيراني الذي وقعت فيه. فالنظام الإيراني لا يسعى إلا لإفساد الحال بين قطر وشقيقاتها الخليجية والعربية، فما يحصل من خيرٍ لنا يسوء إيران وما يسوؤنا يكون خيرًا لها، ومكسبًا لسياستها المُعتمدة على التدخل في شؤون الدول الأخرى والتفريق بينها لتحقيق مأربها العدوانية التوسعية.

إن قرار العاهل السعودي ليؤكد القيم الثابتة والراسخة التي ارتكزت عليها السياسة الحكيمة للسعودية، وسعيها الدائم لتعزيز أواصر الأخوة الخليجية والعربية والإسلامية، ويؤكد على عُمق العلاقة التاريخية التي تجمع بين الشعب العربي السعودي والقطري من محبة ووئام. وأن السعودية بقيادة خادم الحرمين تُترجم دائمًا ما تتمتع به من أفق إنساني وعروبي وديني المَبني على أسس وشائج القُربى والدين واللغة والمصير العربي المشترك، وهي أسس راسخة وعميقة منذُ تأسيس المملكة العربية السعودية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية