لا احد ينكر النقلة النوعية والمتطورة التي لمسها المشاهد في تلفزيون البحرين وزيادة مساحة البرامج المحلية المعبرة عن هوية المملكة، فالجهد الذي بذله الاخ العزيز علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الاعلام في رسم الدراسات المتقدمة والمشاريع الواسعة والمتنوعة التي ساهمت في تطور المضمون الاعلامي جهد واضح وكبير واستطيع القول انه حقق التكامل في المجالات الرئيسة، ولكن هناك ملاحظة نسمعها ونقرأها تتعلق بمعاناة أصحاب العقود المؤقتة من موظفي الاعلام، فلغاية الان وبالرغم من وجود التشريعات والقوانين لا يزال البعض في مختلف الاقسام يعمل بنظام العقد دون التثبيت ولازالت رؤيتهم غير واضحة بالنسبة للمستقبل والاستقرار الاجتماعي والنفسي والمعيشي، فالموظف ايا كان مستواه لابد وان يشعر بالاستقرار الوظيفي خاصة في مجال إبداعي كالاذاعة والتلفزيون الذي يتطلب يقظة من نوع خاص وفكرا مميزا، فالابداع هو السيف الاساس في العمل الاعلامي وإذا شعر الموظف انه معزول وخارج خطة التثبيت في العمل “ بعد مرور 5 او 6 سنوات مثلا “ سيتوقف العطاء عنده وسينتهي في مرحلته وستتعثر خطواته.

الاعلام صرح عتيد من صروح المملكة ومن الصعب ونحن نعيش التطوير المتواصل للاعلام البحريني على كافة المستويات ان نسمع عن طاقات ومواهب تسير بخطى ثابتة على صعيد الاداء المهنى وطورت من نفسها كثيرا واحاطت بكل صغيرة وكبيرة في مجالها سواء في الاذاعة او التلفزيون لا تعرف الثبات والاستقرار ولا تعرف ايضا كيف تحتضن المستقبل، فكلما تعمل وتجتهد تعود الى نقطة الصفر مرة ثانية، تعمل من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ولكن النتيجة واحدة. ربما انا غير مطلعا على خطط التنمية الادارية في الاعلام ولكني اتصور ان مسألة الخبرة والكفاءة هي اهم الخطوط والمرتكزات التي يعتمد عليها العمل التلفزيوني والاذاعي، خاصة إذا عرفنا ان هناك رموز وعمالقة في الاخراج والتصوير ليس لديهم شهادات جامعية وإنما خبرة وعبقرية نابعة من الداخل استطاعوا بها ان يضعون تلفزيون البحرين في المقدمة في وقت من الاوقات، كالمخرج الكبير أحمد يعقوب المقلة، وشيخ مصورين الخليج عبدالرحمن الملا.

لذلك نتمنى من الاخوة المسؤولين في الاعلام وضع السمات النهائية التي تحدد هوية الموظفين اصحاب العقود المؤقتة، واعطاءهم كمية اكبر من الضوء فهم مفتاح مهم لبوابة كبيرة من الابداع.