+A
A-

لماذا يفضل رجال أعمال مصريون العمل بعيدا عن الأضواء؟

تعتبر مصر من الدول الكبيرة التي يتخطى عدد سكانها حاجز الـ 100 مليون مواطن إذا وضعنا في الاعتبار المصريين في الخارج ومن الطبيعي أن تجد على الأقل عشرات الآلاف من رجال الأعمال، بل يوجد في مصر عدد كبير من أعضاء نادي المليارديرات ولكن الظاهر على السطح دائما لا يعبر عن الواقع ولا يمثل 10% من عالم البيزنس.

ووفقا لتقرير "فوربس" تحتل مصر المرتبة الثالثة في عدد المليارديرات بعد السعودية والإمارات حيث يوجد بها 6 مليارديرات بثروة إجمالية بـ 14.2 مليار دولار. ولكن هذه القائمة التي تتحدث عنها فوربس تضم رجال أعمال يمكن حصر ثرواتهم من خلال شركاتهم المقيدة في البورصات أمثال عائلة ساويرس والتي تضم الأب أنسى ساويرس والأبناء نجيب وسميح وناصف ثم محمد لطفي منصور وأخيه ياسين منصور. أما الواقع فيؤكد أن هناك عددا كبيرا من رجال الأعمال في مصر لم يتم حصر ثرواتهم ولكنهم في نادي المليارديرات أيضا.

منظمات الأعمال في مصر كثيرة وتضم آلاف من المليارديرات وأصحاب الملايين أيضا فهناك جمعية رجال الأعمال وجمعية شباب رجال الأعمال وجمعيات مستثمري العاشر وأكتوبر والسادات والصعيد وغيرها الكثير مما يؤكد أن عالم البيزنس في مصر يضم عددا كبيرا من الأعضاء لكنهم لا يحبون الأضواء ويفضلون العمل في صمت.

الأسباب كثيرة وراء هذا التوجه من رجال الأعمال المصريين أهمها أن الشهرة والأضواء تسببا في إلحاق الضرر بكثيرين. ففي فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك تسابق رجال أعمال للانضمام إلى لجنة السياسات بالحزب الوطني للاقتراب من السلطة وحماية أعمالهم وكانت النتيجة أنهم كانوا من ضحايا هذا النظام بعد ثورة يناير 2011 حيث دخل عدد كبير منهم السجون بتهم الفساد ومنهم أسماء كبيرة مثل أحمد عز وأحمد المغربي وبعضهم هرب خارج مصر لحين إتمام التصالح مع الدولة مثل ياسين منصور وحسين سالم ورشيد محمد رشيد.

وفى عهد الإخوان المسلمين ظهرت فئة من رجال الأعمال كانوا يعملون في صمت أيام مبارك خوفا من بطش النظام بهم ثم ظهروا بقوة كقادة للبيزنس في مصر أمثال حسن مالك وخيرت الشاطر. وبسقوط نظام الإخوان كان مصيرهم السجن.

واليوم في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ ظهور فئة من شباب رجال الأعمال بقوة ليتصدروا المشهد من أمثال أحمد أبو هشيمة الذي ظل لسنوات يعمل بعيدا عن الأضواء خاصة وأنه اختار العمل في مجال إنتاج حديد التسليح وهو نفس مجال إمبراطور الحديد أحمد عز.

وأكد رجل أعمال مصري للعربية.نت – رفض ذكر اسمه – أن الأضواء تضر كثيرا ولسير العمل دون مشاكل يفضل أن يكون في صمت ويكفي ما شهدناه من تنكيل برجال أعمال خلال السنوات الماضية بسبب وجودهم تحت دائرة الضوء مشيرا إلى أنه يفضل ألا يعرف أحد حجم الأعمال التي نديرها.