العدد 3237
الجمعة 25 أغسطس 2017
banner
سياسة استمرار الأزمة
الجمعة 25 أغسطس 2017

كُلما تقدمت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر بخطوة نحو حل الأزمة الخليجية تراجعت القيادة القطرية بخطوات نحو الوراء، خطوات تُعطل حل الأزمة، خطوات لا يبدو فيها بأن القيادة القطرية تُريد حل الأزمة وإنهاء ما بدأت به، وتؤكد جليًا بأنها تنهج سياسة الاستسلام لأجندة الآخرين غير مُدركة إلى توابعها وآثارها.

مؤلم جدًا بأن نرى تعنت القيادة القطرية أمام كل النداءات الخليجية والعربية والدولية ومُنظماتها إليها بأن تتعاطى مع هذه الأزمة بالحِكمة والرُشد، فهي أزمة لا تتعلق بأمن دولة قطر واقتصادها وشعبها وسيادتها فقط بل بأمن واستقرار وسيادة واقتصاد أقطار الخليج العربي والأقطار العربية الأخرى. ومؤلم جدًا أن نرى هذا العناق بين القيادة القطرية والنظام الإيراني، وبين القيادة القطرية وبين المُنظمات الإرهابية والإرهابيين الذين تحتضنهم على أراضي دولة قطر، وأن القيادة القطرية تدرك جيدًا مَن هو النظام الإيراني وما هي أهدافه وأجندته في منطقة الخليج العربي؟ وتدرك أكثر ما هي أهداف المُنظمات الإرهابية؟ وتعرف كثيرًا ما هو نوايا الإرهابيين ضد بلدانهم وضد دولة قطر لو أنها طردتهم من أراضيها؟

لقد عانت أقطار الخليج العربي كثيرًا من التهديدات والتحديات الخارجية وبخاصة الإيرانية، وها هي القيادة القطرية ومع الأسف الشديد تتخندق في صف هذه التحديات ومُسبباتها، وهو تخندق بمثابة توجيه صفعة قطرية لشقيقاتها الخليجية والعربية، وخنجرًا في خاصرة الأمن والاستقرار الخليجي والعربي، وسهمًا من النظام الإيراني ومن الإرهابيين ومنظماتهم وبخاصة الإخوان المُفسدين نحو جسدنا الخليجي والعربي، وبهذا التخندق والتعاضد فإن القيادة القطرية فتحت الباب لتصدير الفوضى والخراب من بلادها إلينا. إن وجود أولئك الإرهابيين ومُنظماتهم على أرض دولة قطر وتعاطيها مع الأجندة الإيرانية يعمل على تشجيع العنف والترويج للإرهاب. إن القيادة القطرية بهذا النفس المُسيء لشقيقاتها الخليجية والعربية قد تجاوزت القِيَم العربية وانتهكت التقاليد التي تربى عليها أبناء الخليج العربي والعرب.

وبعد أن تفضل خادم الحرمين الشريفين وأصدر أمره الكريم باستضافة الحجاج القطريين وبفتح منفذ سلوى الحدودي للحجاج القطريين ونقل من أراد الحج من الدوحة جوًا بالطائرات السعودية وعلى حسابه الخاص رفضت القيادة القطرية ذلك، ولماذا؟ هذا الرفض يؤكد تعنت القيادة القطرية وسيرها في سياسة تطويل الأزمة وبعدم الرغبة في إنهائها. لقد عبر المئات من الحجاج القطريين منفذ سلوى مُلبين دعوة القيادة السعودية، شاكرين لها استضافتها لهم وتهيئة سُبل دخولهم لتأدية فريضة الحج، آملين من القيادة القطرية أن تركن إلى الحِكمة والعقل والسماح بنقل حجاج قطر جوًا إلى الديار المُقدسة. إن القيادة القطرية تدرك بأن نقل حجاج قطر جوًا إلى الديار المقدسة لن يقلل من قيمتها ولن يلحق بها أي ضرر، بل إن رفضها هو إساءة لحجاج قطر وتأجيجًا للأزمة وتأكيدًا على نهجها في الاستسلام للمتطرفين والإرهابيين وأجنداتهم.

نأمل جميعًا أن تُعيد القيادة القطرية ما بينها وما بين شقيقاتها الخليجية والعربية، ونأمل كثيرًا أن ينقطع حبل الوصل الذي يربط بين القيادة القطرية وبين الأنظمة المُعادية لأقطارنا ولعروبتنا ولخليجنا العربي، وأن ينقطع ما بينها وما بين الحركات المُتطرفة والجماعات المُسلحة التي دمرت أقطارنا العربية، وأن ينقطع ما بينها وما بين الإخوان المُفسدين في الكون. ونأمل أن يسكت صوت الشر الإعلامي القاذف سمومه من أرض قطر إلى الأقطار العربية ودول العالم. فما يجري على أرض قطر ضد البحرين والسعودية والإمارات ومصر وشعبها العربي يجب أن ينتهي. ودعاؤنا أن يَمُن الله على القيادة القطرية بالشفاء من الفيروس الإيراني والإخواني والإرهابي، وأن تعود دولة قطر سالمة مُعافية إلى عرينها الخليجي وحضنها العربي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .