بالرغم من التوجيهات المستمرة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، بالقول والفعل، بأهمية نزول الوزراء والمسؤولين الحكوميين للمواطنين، وبالتواصل معهم، والالتقاء بهم، لا يزال الحال كما هو، جامدًا، باردًا، غائبًا عن الوعي.

شاهد ما يجري، أن هنالك إصرارًا عنيدًا، بالبعد عن المواطن، والانفصال عنه، وبواقع يقول إن للمواطن والوزير -على حد سواء- عالمين مختلفين من الأولويات، والاهتمامات، وهو حال مفارق ومؤسف وغير مفهوم، أوصل المواطن، ما أوصل، لمستنقع رثٍّ من الحاجة وتقطع السبل، وتعثر المصالح والاحتياجات، وتعطلها.

حال أوجد مساحة مستحقة من التذمر، والتأفف، والغضب، قبالة وزراء ومسؤولين لا يراهم المواطن، ولا يسمع عنهم شيئًا، إلا من خلال صفحات الجرائد، ونشرات الأخبار التلفزيونية.

وفي الوقت الذي يحرص المسؤولون الحكوميون بالدول المتحضرة والجارة للتواصل مع مواطنيهم، والاهتمام بمطالبهم، يغض البعض من وزرائنا عن ذلك، وبواقع سوداوي يستثنى منه وزيرا الإسكان والتربية، واللذان نجحا بأن يسيرا على خط المواطن في عمله، وإنجازه.   

ومن المشاهدات الضاغطة على سيناريو الهجرة عن المواطن، تقدّم النائب محسن البكري مؤخرًا بمقترح نيابي يلزم الوزراء بتحديد ساعات يومية أو أسبوعية للقاء المواطنين والاستماع لشكاويهم، موضحًا أن تعمد بعض الموظفين بعدم الإنجاز لمعاملات المراجعين، أمر يستدعي التشديد عليه من قبل الوزراء والمسؤولين في الحكومة.

ويمثل هذا المقترح إحراجًا حقيقيًّا للوزراء الجالسين بزهو في أبراجهم العاجية، وهم ينظرون للمواطن من أعلى، وهو أمر يتوجّب التركيز عليه مجتمعيًّا وإعلاميًّا وسياسيًّا، فالكل مساءل، ومحاسب، ومطالب بأدائه واجبه كما ينص عليه القانون والدستور، ولا خلاف بذلك.