العدد 3242
الأربعاء 30 أغسطس 2017
banner
لا خشية على وحدتنا
الأربعاء 30 أغسطس 2017

هناك من يتخوف على وحدتنا الخليجية بل وعلى تماسك وحدة الشعوب بعد أن تناثرت الرسائل العصبية هنا وهناك بسبب الأزمة مع قطر التي اختارت للأسف كحكومة طريقاً مختلفاً بل مضاداً لتوجهات دول المنطقة ثم تلا ذلك موقف كويتي في الوسط تلاه موقف من بعض الجماعات الكويتية هنا وهناك فيما هناك صمت يخيم على مسقط وهو أمر يشبه من يعيش في كوكب آخر، كل ذلك ربما هو ما يخيف البعض على وحدتنا الخليجية لكن رغم ذلك أنا ومعي كثيرون على يقين أن الحكمة سوف تنتصر في النهاية ولو ببعض الضغوط لكن الحنكة ستسود خاصة إذا ما أدركنا رؤية المملكة العربية السعودية وسياستها الحكيمة منذ أنشأها المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث ظلت تقود المنطقة بحكمة الشيوخ والقادة والحكام المسؤولين أمام شعوبهم وأمتهم، لم تغزو المملكة يوما ولم تعادي ولم تبادر بالهجوم ولم تحقد أو تكره أو تنبذ كانت تحافظ على توازن المنطقة بل والإقليم ولهذا لا أخشى على وحدتنا الخليجية.

لكن المشكلة في الوقت الذي نحن حريصون على هذه الوحدة سواء في المنامة أو بالرياض أو في أبوظبي تبقى المشكلة في الدوحة التي تصعد من استفزازاتها كل يوم وهي بحالة إنكار، فيوم تتصل بإيران وتعلن تحالفها معها ويوم تعيد سفيرها لطهران ويوم تطلق أكاذيبها من قناتها الحظيرة ويوم تسييس الحج بل بلغ الأمر بأنها ترى نفسها أعلى مقاما من المملكة العربية السعودية وكأن السعودية بحاجة لسباق مع الدوحة وهي التي تربعت على قمة هرم دول العالم من دون كبرياء ولا غرور بل برؤية قائمة على السلام وحفظ أمن الدول والشعوب والاعتدال وأحيانا تتحمل إساءات الغير في سبيل حفظ التوازن الإقليمي والعالمي بعكس الدوحة التي يركبها عفريت المال والغرور وتحدي مشاعر دول المنطقة والعالم مع العلم بأن أحداً لم يفكر بتحدي قطر لولا خروجها عن الأعراف برعاية الإرهاب وتهديد سلامة واستقرار الدول.

من هنا لا أخشى على وحدة المنطقة وعلاقة الشعوب لأنها أزمة وستزول وسيكتشف القطريون عاجلاً أم آجلاً خطأ سياستهم لأنها قائمة على قواعد عكس قواعد الجيرة والمصير وقيم السلام والاستقرار وهذه المبادئ بحاجة لها قطر نفسها لأنه لا توجد دولة مارقة في التاريخ استمرت بالوجود حتى لو بلغت من القوة ما بلغته المانيا الهتلرية التي احتلت ثلثي العالم وفي النهاية ولى النظام وعاشت الأمة، علينا أن نتفهم الفرق بين النظام والأمة، في قطر نظام لا يرى الحقيقة ولا يفهم المصير الواحد ولكن هناك أمة ستبقى وستعيش بيننا مهما كانت النتائج فلا خشية كما قلت على الأمة لأن الأمم تبقى والأنظمة المارقة تزول.

 

تنويرة:

الإنكار حالة نرجسية في عقلك عندما تفقدك السلطة والنفوذ توازنك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية