العدد 3243
الخميس 31 أغسطس 2017
banner
عيـبنا نحن البحرينيـين!
الخميس 31 أغسطس 2017

كنت حينها خارجا من المنزل لأجد - كالعادة - ملصقا دعائيا (برشور) مثبتا على زجاج سيارتي الأمامي، وهو أمر لا أعيره أي اهتمام في غالب الأحيان، ومن باب الفضول التقطته هذه المرة وكان تابعا لأحد المستشفيات المشهورة العاملة في البحرين وتبين لي من خلال تصفحي السريع للإعلان أن من يديره هو شخصية شرق آسيوية.

راحت عيناي تحملقان في صور الكوادر الطبية لعلي أجد شخصا من بين عشرات الأخصائيين من يحمل سحنة مغايرة عن تلك التي يبدو عليها مواطنو هذه الدولة الصديقة التي نكن لها كل الاحترام، فخابت ظنوني، فقلت في نفسي حينها إنها: المواطنة المتعصبة في أولوية التوظيف لبني جلدتهم.

وبغض النظر عن المبدأ الأخلاقي وربما القانوني الذي يفترض أن تكون هذه المؤسسة الاستثمارية خاضعة لتقييم الجهات الحكومية ومساءلتها في عدم توظيف الكوادر الوطنية، فإن غالبية مالكي هذه المؤسسات/الشركات الذين ينحدرون من أصول شرق آسيوية يكون شغلهم الشاغل توظيف “ابن البلد”، حتى إن كان معظمهم يفتقر إلى الخبرة المطلوبة لشغل هذا المنصب أو ذاك، فاكتساب الخبرة - في قاموسهم - تتأتى مع الوقت بالممارسة العملية.

إلا أنه ولسوء الطالع عندنا، فإن العكس ما نفعله تماما نحن البحرينيين، فبمجرد أن يكون على رأس العمل أي  بحريني مسؤول ترى أكثرهم يتجردون من أخلاقياتهم ومواطنتهم وإشاحة وجوههم عن أبناء عمومتهم من المواطنين في حال كانت هناك فرصة وظيفية شاغرة ويتسارعون للارتماء في أحضان الآخر.

الأمر ينسحب كذلك على واقع التسوق والتبضع، على نحو تتمكن الغيرة والحسد من نفوس البعض لإعلان مقاطعته التجارية لشقيق افتراضي اسمه المواطن الذي مني بطعنات مزدوجة ولا ترحم بدءًا من أعباء الرسوم والضرائب مرورا بعبء الإيجارات، وصولا إلى المواطن الحاسد الذي يفضل احتواء الآخر وإنعاشه اقتصاديا على أن يأخذ بيد القريب.

إن ثقافة احتضان الآخر وإشاحة الوجه عن المواطن ظاهرة مقلقة للغاية في مؤسساتنا وشركاتنا وتحتاج إلى تأمل أخلاقي عميق يعيد إلينا نحن البحرينيين أمجاد الأجداد في التعاضد ويكسر قاعدة “عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية