العدد 3245
السبت 02 سبتمبر 2017
banner
المتعهد الأمني لإيران في المنطقة
السبت 02 سبتمبر 2017

قبل نحو 11 عامًا اكتسب حزب الله اللبناني شعبية عربية كبيرة بعد خوضه حربًا شرسة لمدة 33 يومًا ضد العدو الإسرائيلي والتي اندلعت بعد إعلان حزب الله في 12 يوليو من العام 2006م عن أسر جنديين إسرائيليين بهدف إجراء عملية تبادل مع الجانب الإسرائيلي وتحرير عدد من الأسرى من السجون الإسرائيلية، فكانت الحرب التي خاضها حزب الله وأظهر قدرة هائلة على الصمود والتصدي بصواريخه وتكتيكاته الحربية للدبابات والمدرعات الإسرائيلية، مما أجبر إسرائيل على التراجع بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب سواء تدمير القدرات العسكرية للحزب، أو إعادة أسيريها.

ورغم التدمير الهائل الذي تعرضت له لبنان جراء تلك المغامرة لحزب الله، إلا أن الغالبية شعر بتعاطف مع الحزب الذي يقاوم إسرائيل ويوجّه لها الضربات ويصدّ عن نفسه الهجمات ويجبر عدو “الأمة” على الانسحاب رغم الفارق الهائل في الإمكانيات.

وللأسف الشديد، لم يستفد أو لم يحافظ حزب الله على ما اكتسبه من شعبية، بل مارس التجبر وشعر بالغرور والتعالي على غيره من مكونات المجتمع اللبناني وسعى لفرض كلمته على الساحة الداخلية.

أما على الصعيد الخارجي، فقد انكشف الحزب تمامًا وسقط أخلاقيًّا وخاصة مع الأزمة السورية التي بدأت في عام 2011 م والتي أظهرت ما وراء قناع المقاومة ومناصرة مطالب الشعوب التي حاول هذا الحزب أن يروّج لها ويصدرها للداخل اللبناني والخارج العربي.

هذا التحول في دور وطبيعة حزب الله اللبناني وصفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير نشرته مؤخرًا، بأن الحزب تحوّل إلى ذراع الحرس الثوري، ويقوم بدور المتعهد الأمني لإيران في المنطقة، مفسرة ذلك بأن حزب الله لم يعد يقاتل ضد إسرائيل، بل أصبح أداة لتوسيع نفوذ إيران في المنطقة، ولهذا فهو يشارك في كل معركة لإيران في المنطقة كما في سوريا والعراق واليمن، ويسهم بتجنيد وتدريب عدد من الجماعات المسلحة، التي تستخدم لتعزيز أجندة إيران، ولهذا كان من الطبيعي أن يتم تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية من قبل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية