العدد 3246
الأحد 03 سبتمبر 2017
banner
الحقوق المفترى عليها
الأحد 03 سبتمبر 2017

لا يمر يوم إلا ونسمع واحدا من المصطلحات الكثيرة المنتشرة هذه الأيام، حقوق الإنسان والقوانين الدولية المنظمة لها، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، العهدان الدوليان لحقوق الإنسان، محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، المحكمة الجنائية الدولية، الإبادة الجماعية، ثم نسمع ونقرا عن التحرك الدولي لصيانة تلك الحقوق والدفاع عنها وعن الإنسان الفاقد لها، سمعنا عن ذلك في العراق سابقا وتسبب في الغزو الذي دمر العراق وأعاده عقودا إلى الوراء وجعلها أرضا غير صالحة للحياة وبلدا مدانا لأكثر من خمسين عاما قادمة، وسمعنا عن ذلك في ليبيا وتسبب في الحرب فيها وتدمير كيانها وتمزيقها لدويلات عديدة.

ثم اتجهوا لسوريا وبحجة حقوق الإنسان كذلك فجعلوها ساحة لحرب لا يعرف فيها القاتل لكن يعرف المقتول وهو الشعب العربي السوري ومزقوها ودمروا أرضها التي تنتج ما يكفي الشعب السوري وجعله لا يحتاج للآخر في غذائه، بل حتى البلد الفقير، ونعني به اليمن، لم يسلم من أفعالهم وعاثوا فيه فسادا تحت شعارات رنانة لا تتناسب مع أفعالهم، بل طاردوا بعض الزعماء فيها مثل البشير والأسد بالرغم من خلافنا معهما، وقتلوا زعيما آخر في بلده، وكل ذلك تم تحت شعار حقوق الإنسان، أي تم تدمير الإنسان وأرضه وتجريده من جميع حقوقه تحت تلك الذريعة.

ولكننا نسمع منذ سنوات عن مسلمي الروهنجا في ميانمار وكيف تم تجريدهم ليس من حق واحد، بل من جميع حقوقهم الإنسانية وعلى رأسها حقهم في الحياة، إلا أننا لم نسمع عن تحرك عملي واحد من أولئك المدافعين عن حقوق الإنسان للوقوف مع المضطهدين هناك أو الوقوف ضد من سلبهم تلك الحقوق بالرغم من وضوح تلك الانتهاكات وضوح الشمس، مما يعني وبلا شك أن تلك الشعارات يتم استخدامها فقط في منطقة واحدة من العالم هي الوطن العربي، ومن أجل هدف واحد هو تدمير هذا الوطن، سلاح يستخدم فقط ضد العرب والمسلمين.. ولكن لماذا يحدث ذلك؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية