العدد 3248
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017
banner
الإعلام الأمني 1/2
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017

للإعلام الأمني دور كبير في تنمية مفهوم الأمن الشامل لرجال الأمن وتعزيز التواصل الأمني بين الجهات الأمنية وبين البحرينيين، ويعمل على توفير قاعدة معلومات قائمة على البيانات الصحيحة والإحصائيات الموثقة والدراسات الأمنية الهادفة. كذلك يعمل الإعلام الأمني على قياس الرأي العام الوطني وتوجهاته في كافة الأحداث. وهناك وعي تام بالإعلام الأمني ودوره وانعكاسه على الاستقرار والأمن في مملكة البحرين، خاصة بعد أن أصبحت المعلومة لها أهمية كُبرى لكونها المُحرك الأساسي للسياسة والاقتصاد ولمختلف جوانب الحياة. فأهمية الأمن الإعلامي لا تختلف عن أهمية الأمن الغذائي والصحي والتربوي والاقتصادي والأمن الإستراتيجي، فجميعها جزئيات مُكملة لبعضها البعض لتحقيق الأمن للبلاد ولشعبها، ولأنها تهتم بقضايا الإنسان وهمومه اليومية.

والأمن الإعلامي هو أمن العقول الحامية وأمن الأفكار المُساندة، وأمن القيم والمبادئ وعادات وتقاليد المجتمع الحميدة، وأمن مقومات المجتمع الوطنية وهويته العربية، وأمن ثوابته التي تجمع أبناء البحرين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم وألوانهم. هذا الإعلام الذي يجب أن يكون قاهرًا للبث الفضائي ولعولمة شبكة الإنترنت ولبرامج التواصل الاجتماعي التي بلغت درجة من الخطورة ضد الهوية والسيادة الوطنية. وفي هذه الظروف الفضائية والتقنية لا بد وأن يبرز دور الإعلام الأمني ليكون سدًا مانعًا ضد زحف الإرهاب الفكري المُدمر والطائفي المُخرب الذي لا يرحم بلدًا ولا يأمن من بلائه شعبًا. ويكون إعلامًا مانعًا للذوبان في بوتقة الآخر المُدمرة.

ومن أهم أدوار الإعلام الأمني هو حماية البحريني من الانجراف المُستهدف لهويته وإنسانيته، وجعله يَستهلك مُنتجًا إعلاميًا وطنيًا وثقافيًا وترفيهيًا نظيفًا وهادفًا، لا يكون مُستوردًا بل بحرينيًا بقيمه وأفكاره وبواقعه وبيئته وبتاريخه وبهويةٍ عربية، وأن يُجسد ثقافة التواصل العربي والأجنبي الإيجابي لخدمة الإنسان أينما كان ويكون، ومن خلال استخدام كافة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة ليكون حاضرًا في كل بيت بحريني وعربي وأجنبي وبمختلف اللغات، ليصبح إعلامًا وطنيًا ومرجعًا لمملكة البحرين، يتفاعل مع همومها وقضايا شعبها، لا تابعًا ولا مُقلدًا، بل ينطق بهويته الوطنية العربية.

والوظيفة الأمثل للإعلام الأمني هو التوظيف الصحيح لقضايا البحرين بطريقة منهجية وعِلمية وباستثمار الصناعة الإعلامية المُتطورة، وإبعاد التلوث الإعلامي الهدام، وفي التزامه المسئول بحماية البحرين وفي الدفاع عن سيادتها الوطنية وشعبها، حتى تكون البحرين وشعبها تحت حماية قيادتها وأمنها الوطني بالاعتماد على إستراتيجية أمنية وإعلامية وطنية تُساهم في دفع التحديات عن البحرين ومنع التهديدات الإقليمية والأجنبية من الوصول إليها، ولتحقيق إصابة قاتلة للمُتربصين بها وشعبها.

وتأتي لقاءات الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية مع الصحافة المحلية ومع النُخب الوطنية والفكرية والسياسية جزء لا يتجزأ من هذا الإعلام الوطني الهادف، حيث يستعرض في هذه اللقاءات ما تقوم به الوزارة وبواسلها من المُنجزات لحماية البحرين وتوفير الأمن والاستقرار لها ولشعبها وللمُقيمين على أرضها، وهو دورٌ كبير تتحمل عِبئَه بكل شجاعة واقتدار الوزارة وجميع مُنتسبيها، ويضحون من أجل ذلك بالنفس والنفيس لخدمة مليكهم ولحمايةً بلادهم ولتحقيق الأمن لشعبهم، هذا الشعب الذي يَكن لهم كل التقدير والاحترام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية