العدد 3248
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017
banner
الكوارث الإنسانية.. عندنا وعندهم
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017

عندما تكون هناك مناسبة سواء حزينة كانت أم سعيدة لأحد من يطلق عليهم “علية” القوم أو من المعروفين ومشاهير المجتمع تجد الساحة ممتلئة بالموجودين والمكان مزدحمًا بالمدعوين وغير المدعوين، فالجميع يرغب هنا في المشاركة في الحدث، وهو ما لا نجده في الغالب إذا كان صاحب المناسبة من خارج هذه الدائرة.

يبدو أن هذا السلوك ينطبق أيضًا على المجتمع الدولي ، حيث إن الاهتمام الإعلامي والتفاعل الدولي هو مع الأحداث التي تتعلق بالدول القوية والمؤثرة بينما يتم تجاهل أحداث غيرها من الدول حتى لو كنا بصدد قضايا وكوارث إنسانية لا يجب التمييز فيها .

نقول ذلك بمناسبة ما نراه حاليًا من اهتمام كبير حتى من قبل وسائل إعلام الدول العربية والإسلامية بكارثة إعصار هارفي في تكساس، حيث لها موقع الصدارة على حساب كوارث أخرى كان يفترض أن يكون لها هذه المنزلة في الاهتمام ليس لأنها تتعلق بعرب ومسلمين حتى لا نقع في ذات التمييز، بل لأنها أكثر فظاعة وأشد خطورة ومأساوية.

الكارثة التي ضربت أجزاء من ولاية تكساس الأمريكية بإعصار هارفي أدت إلى مقتل أقل من 50 شخصا من تكساس، وأجبرت أكثر من 30 ألف من المنكوبين على ترك منازلهم للانتقال إلى الملاجئ، وهي كارثة إنسانية بكل المقاييس، وجلبت تعاطفًا من زعماء دول العالم وتبرعات بملايين الدولارات لمساعدة المتضررين. ولكن ماذا عن الكوارث الإنسانية الأشد خطورة في أماكن أخرى من العالم وتضرب دولا لا تمتلك ما تمتلكه أميركا من إمكانات هائلة تعينها في التخفيف من آثار أي كارثة إنسانية وخاصة إذا كانت متوقعة ومعتادة مثل الإعصار، فالأمم المتحدة نفسها تؤكد أن الكارثة الإنسانية الأكبر في العالم كله هي في اليمن التي تشهد أسوأ حالات تفشي الكوليرا (400 ألف حالة) وسط شلل تام لمرافق الصحة والمياه والصرف الصحي، ومعاناة مليوني طفل يمني من سوء التّغذية، وتشير إلى أن البلاد مقبلة على مجاعة، مع وجود 60 % من السكان لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية.

وهناك كارثة إنسانية أخرى لا تقل بشاعة كارثة إنسانية تواجه أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار، وتفشي الأمراض المعدية بين آلاف الموجودين منهم على الحدود بين ميانمار وبنجلاديش فى محاولة للفرار من الاعتداءات الوحشية التي يتعرضون لها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية