العدد 3248
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017
banner
الحقوق المفترى عليها (2)
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017

نعرف ويعرف الجميع وبالذات المسلمين أن دين الإسلام هو دين دنيا وآخرة، فقد تعلمنا ذلك منذ وعينا ونعي ان هذا الدين الكريم صالح لكل زمان ومكان، فهو ليس لبشر دون آخرين وليس لمكان دون مكان وليس لزمن معين دون باقي الأزمان، وكون الإسلام دين دنيا كما نعرف جعل منه وجهة لمن يريد الحق ويسير فيه، وكذلك وجهة للآخرين لمنع انتشاره ومحاصرته، فالإسلام ليس كما يريد تصويره البعض حين يتحدثون عن الآخرة فقط والثواب والعقاب، فهم يعملون على تخدير الإنسان صاحب الحق في الدنيا عن العمل الدنيوي للمطالبة بحقه والحصول عليه ويحدثونه فقط عن ثواب الآخرة متجاهلين عمل الدنيا الذي تحدث عنه هذا الدين القيم، فهو الذي قال في كتابه الكريم “لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظُلِم” والجهر بالسوء لا يكون في الآخرة بل في الدنيا.

والإسلام ربما يكون الدين الوحيد من بين الأديان الأخرى الذي يحمل رسالة مشروع فكري واضح ومتكامل يمكنه دحر الأفكار الدنيوية المنتشرة بيننا كالرأسمالية والشيوعية وغيرها من الأفكار البرجماتية البعيدة عن الحق والعدل والمساواة، وهي المبادئ التي يقوم عليها هذا الدين ويدافع عنها، فبداخله مشروع فكري دنيوي يستطيع خدمة الإنسان في كل زمان ويرفع مكانته في الدنيا والآخرة، ولا تستطيع الأفكار الوضعية الأخرى مجاراة هذا الدين في دعوته الدنيوية ناهيك عن وعده الأخروي.

من هنا يمكن فهم السبب وراء كل تلك الحروب التي شنها الآخر بحق ديار الإسلام وفهم لماذا يستخدم مفهوم حقوق الإنسان للتدخل في الشأن المحلي لهذه الديار وهو السؤال الذي ختمنا به المقال السابق، فتدخلهم وحروبهم في مناطق الإسلام وبالذات الوطن العربي مهد هذا الدين وحامي لغة القرآن ليس من أجل الإنسان المسلم والعربي بالذات، ولكن من أجل تخليف هذا الإنسان وتأخير هذا الدين عن بأي طريقة عن إظهار حقيقة الآخر وسيستمر الاخر في حروبه وتدخله ولن يتوقف ذلك حتى تعي ( الأمة ) قدرها وقيمتها.. والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .