العدد 3248
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017
banner
انقذوا الطفل العربي
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017

سُئل ارسطو ذات مرة كيف تحكم على انسان؟ اجاب: أسأله كم كتابا يقرأ وماذا يقرأ. حقائق صادمة ومخجلة الى ابعد الحدود كشف عنها باحث عربي حول تدني معدل القراءة في عالمنا العربي عبر مقطع فيديو تم تداوله في مواقع الاتصال الاجتماعي قبل ايام. الباحث وضع مقارنة بين مايقرأه الانسان في الغرب وفي الدول العربية اظهرت الهوة السحيقة التي يعيشها الفرد العربي. فالقارئ في بريطانيا - طبقا لاحصائية صادرة عن اليونسكو - يقرأ بين الاربعين والخمس والاربعين كتابا والشعوب الاخرى بين 25 و 40 كتابا في السنة. ولنا ان نتخيل عدد الكتب التي يقرأها المواطن العربي في السنة. ان كل ثمانين عربي يقرأون كتاباً واحدا فقط في السنة ! واذا كان الكتاب من مائتي صفحة فان ما يقراه لا يتعدى الصفحتين. السؤال هنا من اين تأتي الثقافة بل من اين تأتي القدرة للعربي على المحاججة ؟ فحل الخلافات بين العربي والآخر لا تتم الا “ بتكسير “ رؤوس بعضهم اي باللجوء الى لغة العنف لغياب منطق الثقافة. ما تقدم يفضي بالضرورة الى حقائق اشد وطأة ويتمثل في علاقة الطفل بالقراءة والثقافة. بالعودة الى تقرير اليونسكو فانه يؤكد ان البلاد العربية لا تعلم التفكير اي ان المناهج تجعل التلاميذ يحفظون النصوص غيباً. ان الذي يؤسف له ان امة القرآن والتي تحث على القراءة عبر تراثها الى التزود بالمعرفة لا تقرأ. اما لو طرحنا السؤال لماذا لا يقرأ الطفل العربي فالاجابة ببساطة انهم لا يجدون من يدفعهم الى هذه العادة لا من الاسرة التي يترعرعون فيها ولا حتى من البيئة المدرسية بوصف هذه الاخيرة من تغرس فيهم حب القراءة والاطلاع والبحث.

قلة من الآباء والامهات الذين يحثون ابناءهم على اقتناء الكتب. ولو انك حاولت الوقوف على سبب هذه المعضلة من الاباء لتعذروا بأن مصادر المعرفة باتت متعددة ولم تعد منحصرة في الكتاب الورقي وحده. الذي فات هؤلاء الاباء ان غياب تشجيع الاطفال منذ الصغر لن يجعلهم قراء عند الكبر. فهل يدرك هؤلاء حجم الكارثة التي يعيشها هذا الجيل؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية