العدد 3249
الأربعاء 06 سبتمبر 2017
banner
بنكي حاجو
بنكي حاجو
الهوة السحيقة بين التطور والتخلف
الأربعاء 06 سبتمبر 2017

في عام 1397 كانت النرويج في اتحاد رسمي مع السويد والدنمارك، وكان للاتحاد ملك مشترك، وبعد فترة انسحبت السويد من الاتحاد، في حين استمر الاتحاد النرويجي الدنماركي حتى عام 1814. كانت السياسة تدار من الدنمارك، وكانت كوبنهاغن عاصمة الدنمارك الحالية هي المركز الثقافي للاتحاد، وكان النرويجيون يقرأون ويكتبون باللغة الدنماركية، وكان الفلاحون النرويجيون يدفعون الضرائب الى الملك الدنماركي في كوبنهاغن.

يعد العام 1814 عاماً مهماً في تاريخ النرويج، فقد حصلت النرويج في يوم 17 ايار/ مايو في ذلك العام على قانونها الدستوري الخاص بها.

كانت هناك العديد من الحروب في اوروبا في بداية القرن التاسع عشر. فقد كانت هناك حرب بين انجلترا وفرنسا. وقفت الدنمارك-النرويج الى جانب فرنسا، وعندما خسرت فرنسا الحرب اجبر الملك الدنماركي الى التخلي عن النرويج لصالح السويد التي كانت تقف الى جانب انجلترا. فقد تم حل الاتحاد بين النرويج والدنمارك في عام 1814، وقد تأمل العديد من النروجيين بأن تصبح النرويج دولة مستقلة بعد حل الاتحاد، ولكن أجبرت النرويج على الدخول في اتحاد مع السويد الذي أصبح حقيقة واقعة في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1814. كان هذا الارتباط مع السويد أضعف من سابقه مع الدنمارك، فقد احتفظت النرويج بقانونها الدستوري مع بعض التعديلات، وكان لديها أيضاً حكم ذاتي داخلي، وكانت السياسة الخارجية تدار من قبل السويد، وكان هناك ملكا سويديا يحكم الدولتين.

في عام 1905 اي 11 سنة قبل اتفاقية سايكس بيكو تم حل الاتحاد مع السويد، فقد كان هناك خلاف دائم بين البرلمان النرويجي والملك السويدي، وفي بداية القرن العشرون بدأ العديد والعديد بالمناداة بأن تصبح النرويج دولة حرة مستقلة. وفي يوم 7 حزيران/ يونيو 1905 أعلن البرلمان النرويجي أن الملك السويدي لم يعد ملكا على النرويج، وأن الاتحاد مع السويد قد حل، فكانت ردة فعل السويد عنيفةً، وكادت أن تودي بحرب بين النرويج والسويد، ومن خلال استفتاء شعبي عقد لمرتين في خلال نفس العام أكد على حل الاتحاد مع السويد، وأن الدولة النرويجية الوليدة ستكون بنظام حكم ملكي. تم اختيار الأمير كارل ملكاً جديدا على النرويج، واتخذ اسم هوكون كاسم ملكي نرويجي جديد. حكم الملك هوكون السابع النرويج منذ عام 1905 وحتى وفاته عام 1957.

هذه كانت نبذة تاريخية قمت باختصارها من غوغل حيث تحول فيه الشعب الفايكنغي الواحد الى ثلاثة شعوب ومن دولة واحدة كما ورد اعلاه الى ثلاث دول هي السويد والنرويج والدانمارك والتي تسمى بـ اسكندينافيا.

نظام الحكم في هذه الدول كلها ملكية دستورية ولها لغة مشتركة واحدة لا تختلف الا في اللهجة واللحن واللكنة من دولة الى اخرى وتدين جميعها بالديانة المسيحية وعلى مذهب واحد هو البروتستانتية علما ان الاغلبية حاليا لم تعد تعطي الديانة اية اهمية والكثير من الاديرة والكنائس صارت تغلق ابوابها بسبب الشح المالي في واردات الكنيسة التي لم يبق لديها الاعداد الكافية من المؤمنين او المريدين.

الكنائس في السويد لم تعد تملك المال الكافي للقيام باعمال الصيانة للاديرة والكاتدرائيات التي عمر كل واحدة منهاعلى الاقل بضعة مئات من السنين.

حسب التصنيف الشرق اوسطي انتقل المسيحي الاسكندينافي من الايمان المسيحي الى الكفر ولكنه حتى الآن لا يعتبر مرتدا سفك دمه حلال.

هناك تكامل منقطع النظير بين هذه الدول الثلاثة المتجاورة. فالسويد دولة صناعية متطورة والنرويج بترولية ثرية والدنمارك زراعية مزدهرة.

هذا التكامل منحة من الطبيعة ولكن هذه الدول اقامت التكامل السياسي ايضا ولكن بطرائقها الخاصة والفريدة وليس على طريقة الوحدة او الاتحاد. فالسويد ليست عضوا في الناتو ولكنها عضو في الاتحاد الاوروبي وحافظت على عملتها اي الكرون ولم تنتقل الى عملة اليورو.

النرويج عضو في الناتو ولكن ليست عضوا في الاتحاد الاوروبي بينما الدنمارك عضو في الناتو والاتحاد الاوروبي.

السويد ستصبح عضوا في الناتو قريبا بعد عقود من التريث والانتظار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .