عندما يعود النجم توم كروز لأفلام الاكشن، يعرف تماما عشاقه بما يقدمه جدير جدا بالمشاهدة، فهو نجم يثبت لنا دائما انه يستحق الأدوار الكبيرة التي تتطلب القوة والمرونة، ومع فيلمه الجديد American Made الذي يعرض في سينمات البحرين بنجاح منذ الأسبوع الماضي تشعر أنه لا يوجد احد غيره يستطيع تقديم هذا الفيلم الثالث له في تقديم سيرة ذاتية بعد Born on the Fourth of July وValkyrie، كما يعد التعاون الثاني له مع المخرج ليمان بعد Edge of Tomorrow وهو من بطولة الى جانب كروز دومنال جليسون وجيسي بليمونس ولولا كيرك وسارة رايت وتأليف جاري سبينيللي.

سيناريو الفيلم اعتمد على فكرة التشويق من أول مشهد للنهاية، واستطاع ابعادنا عن الملل واقناعنا بمشاهدة الفيلم حتى النهاية، وكان هناك جزء كوميدي في الفيلم لا يستهان به واعتمد بشكل كبير على الحوار وعلى ردود فعل توم كروز في بعض المشاهد، وهو ما يذكرنا بفيلم the wolf of wall street والذي جمع بين التشويق والكوميديا والحركة في نفس الوقت.

الفيلم حاصل حالياً على تقييم ممتاز من موقع IMDb حتى الآن، وتدور أحداثه خلال الثمانينات ومقتبس من قصة حقيقية عن الطيار الأميركي باري سيل، الذي جندته السي آي إيه لتنفيذ مهام في دول أميركا الجنوبية، قبل أن تكتشف أن سيل أذكى مما توقعت، ولديه مآرب أخرى.

القصة تبدأ مع لقطات قديمة تنتهي بظهور "باري سيل" توم كروز طيار شركة TWA الذي يكون في دائرة اهتمام عميل المخابرات الأميركية "شايفر" دونول غليسون ويعطى مهمة سرية وهي عبارة عن التحليق فوق بعض دول أميركا الجنوبية باستخدام طائرة صغيرة والتقاط صور فقط فيوافق سيل على المهمة لكنه لم يكن سعيد بذلك خصوصا بعد يطلب منه التواصل مع الجنرال نورييغا في بنما.

واثناء تواجده في كولومبيا، تطلب منه عصابات المخدرات هناك تهريب كمية من الكوكايين إلى الولايات المتحدة أثناء عودته لكن يفضح امره عند وكالة مكافحة المخدرات الأميركية وتطلب منه الانتقال إلى مدينة نائية في ولاية أركنسو، اسمها مينا، حيث تطلب منه مهام أخرى!

توم كروز كالعادة يبهرنا بأداء تمثيلي متميز واهتمام كبير بالدور الذي يؤديه، لكن الأدوار المساعدة في الفيلم للأسف لم تكن بنفس القوة المتوقعة أو التي تتناسب مع أداء توم كروز، خاصة سارة رايت اللي قامت بدور لوسي، بالإضافة لباقي الأدوار في الفيلم. والتصوير متناسق تماماً مع الإخراج ومع ديناميكية القصة. من جهة أخرى، الفيلم أظهر محبي "ناركوس" و"اسكوبار" بصورة هزيلة مع من ان الفيلم يتحدث عن هؤلاء العصابات المتخصصة بالمخدرات والمعروفة بذلك وعدم إعطاء هذه الشخصيات فيه المساحة الكافية والتي لم تؤثر على مجريات الفيلم.