كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي عن أحدث بيانات الشحن الجوي العالمي والتي أظهرت ارتفاع الطلب، الذي يقاس بطن الشحن لكل كيلومتر (FTK)، بنسبة 11.4% في يوليو 2017 بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

وتعتبر هذه المرة الرابعة خلال خمسة أشهر التي تشهد ارتفاعاً كبيراً، ويأتي النمو السنوي لشهر يوليو في الطلب أعلى بحوالي أربع مرات من معدل النمو لعشر سنوات والبالغ 3.1%.

كما سجلت سعة الشحن التي تقاس بطن الشحن المتاح في الكيلومتر الواحد (AFTK) نمواً سنوياً بنسبة 3.7% في يوليو 2017. ويستمر النمو في الطلب بالتفوق على النمو في السعة وهو ما ينعكس إيجاباً على عوائد الخطوط الجوية والأداء المالي للقطاع.

وينسجم النمو القوي في الطلب على الشحن الجوي مع تحسن أحوال التجارة العالمية وارتفاع نسبة طلبات التصدير وتعزيز مؤشرات الثقة بالأعمال، ومع ذلك، توجد علامات تدل على اقتراب نمو الطلب على الشحن الجوي من بلوغ ذروته. من جهتها جاءت كميات الشحن الجوي المعدلة موسمياً دون تغيير في يونيو بينما تراجعت في يوليو، كما استقرت نسبة المخزون إلى المبيعات عالمياً. وغالباً ما يشهد الشحن الجوي نشاطاً في الطلب في بداية المنحنى الاقتصادي الصاعد مع سعي الشركات لتجديد مخزونها بسرعة، ويتراجع هذا النشاط مع تعديل المخزون مع مستويات الطلب الجديدة.

وقال ألكساندر دو جونياك المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الجوي للنقل الجوي: "تميز أداء الشحن الجوي في يوليو بالقوة مع تحقيق كبير، وجاء نمو الشحن الجوي للشهر الثالث على التوالي أسرع وتيرةً من الطلب على السفر الجوي. رغم بقاء التوقعات للفترة المتبقية من العام إيجابيةً إلا أنه توجد مؤشرات تدل على أن فترة النمو المتكرر قد تقترب من ذروتها".

الأداء الإقليمي

سجلت جميع المناطق نمواً قوياً في الشحن في يوليو 2017.

شهدت شركات الطيران في آسيا المحيط الهادئ نمواً في حركة الشحن الجوي بنسبة 11% في يوليو 2017 بالمقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، كما ازدادت السعة 6.3%. كان النمو في الطلب قوياً في جميع الوجهات الكبرى من وإلى وضمن المنطقة. تراجعت الأحجام المعدلة موسمياً بشكل طفيف في يوليو مع بقائها أكبر من 3% أعلى من الأحجام المسجلة خلال عام 2010 عقب الأزمة المالية العالمية.

سجلت شركات الطيران في أمريكا الشمالية زيادةً في أحجام الشحن بلغت 11.9% في يوليو 2017 مع زيادة في السعة بلغت 1.1%، فيما حافظت أحجام الشحن عالمياً المعدلة موسمياً على توجهها الصاعد بثبات، وقد عززت قوة الدولار الأمريكي من سوق الشحن الوارد خلال السنوات القليلة الماضية. وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي زيادة بنسبة 12.5% في واردات الشحن الجوي إلى الولايات المتحدة الأمريكية في النصف الأول من عام 2017، غير أنه من المرجح أن يساعد التراجع في سعر الدولار الأمريكي والذي لحظناه منذ مطلع العام في إعادة موازنة الحركة التجارية.

أعلنت شركات الطيران الأوروبية عن زيادة في الطلب على الشحن الجوي بنسبة 12.1% في يوليو 2017 وزيادة في السعة بنسبة 5.5%، ليسجل بذلك نمواً من خانتين في الطلب العالمي في تسعةٍ من الأشهر الأحد عشر الماضية مدعوماً بالطلب القوي على سوق أوروبا-آسيا، ورغم استمرار قوة طلبات التصدير إلا أن تحسن سعر صرف اليورو مؤخراً قد يرخي بظلاله على المصدرين في المنطقة.

ازدادت أحجام الشحن السنوية التي تنقلها شركات الطيران في الشرق الأوسط بنسبة 9.3% في يوليو 2017 بينما تراجعت السعة بنسبة 0.4%. كما حافظت أحجام الشحن العالمية المعدلة موسمياً على توجهها الصاعد بثبات، غير أنه شركات الطيران في الشرق الأوسط لم تشهد نشاطاً قوياً في حركة الطيران المعدلة موسمياً على خلاف شركات الطيران الأخرى في المنطقة وذلك بسبب المنافسة القوية من شركات الطيران الأخرى العاملة في المنطقة وخاصة على الطريق الواصل بين آسيا وأوروبا.

أما شركات الطيران في أمريكا اللاتينية فقد سجلت نمواً في الطلب بنسبة 5.8% في يوليو 2017 بالمقارنة مع نفس الفترة من العام 2016، كما ازدادت السعة بنسبة 4.7% خلال نفس الفترة. وبالمثل فقد حققت أحجام الشحن العالمية المعدلة موسمياً ازدياداً قوياً في يوليو 2017 إلا أنها بقيت أدنى بـ 9% من الذروة التي بلغتها عام 2014. وتستمر معاناة المنطقة مع مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها وخاصة في البرازيل التي تشكل أكبر اقتصادات هذه المنطقة.

وسجلت شركات الطيران الأفريقية أعلى نسبة نمو سنوي في الطلب بين جميع المناطق في يوليو 2017 مع نمو أحجام الشحن بنسبة 33.7% لتكون ثاني أعلى ارتفاع شهري منذ سبع سنوات، كما ازدادت السعة بنسبة 4.5% خلال نفس الفترة. وقد أدى النمو الكبير في حركة الممرات التجارية من وإلى آسيا إلى دعم الطلب، حيث بلغ هذا النمو السنوي نسبة 80% في يونيو (وفق آخر البيانات المتاحة) وبنسبة 65% خلال النصف الأول من العام.