العدد 3254
الإثنين 11 سبتمبر 2017
banner
الملف الذي سيقصم ظهرهم
الإثنين 11 سبتمبر 2017

لم يعد بإمكان نظام الملالي التظاهر بعدم الاكتراث بحركة المقاضاة التي تقودها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية والتي تطالب من خلالها بفتح ملف مجزرة صيف عام 1988، ومحاسبة المسؤولين الإيرانيين المتورطين فيها، خصوصا بعد أن حققت هذه الحركة نجاحا باهرا في شرح وإيصال حقيقة وواقع تلك المجزرة للرأي العام في مختلف الدول الأوروبية التي جرت وتجري فيها نشاطات وفعاليات وتظاهرات واعتصامات متباينة.
حركة المقاضاة لم تكن بمنأى عن المحاولات السابقة المستمرة للسيدة رجوي بشأن إثارة ملف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران التي تجاوز فيها نظام الملالي كل الحدود والمقاييس، لاسيما أن ماكنة إعدامه الدموية لم تستثن الأطفال والشيوخ والنساء، والذي يرعب نظام الملالي هذه المرة، أن زعيمة المقاومة الإيرانية توفقت بصورة ملفتة للنظر في الربط بين المقاومة والرفض الداخلي المتصاعد للشعب الإيراني من خلال الحراك الشعبي الذي نشأ على أعتاب حركة المقاضاة، وبين النشاطات والفعاليات التي يقوم بها أفراد الجاليات الإيرانية في مختلف بلدان العالم، وهذا الأمر في حد ذاته يمثل رسالة قوية للنظام والمجتمع الدولي تثبت قوة تأثير هذه الزعيمة في مجريات الأحداث المتعلقة بالوضع في إيران.

الحراك الشعبي الداخلي والنشاطات الخارجية ذات الطابع الدولي لحركة المقاضاة في بلدان الاتحاد الأوروبي، تشتد وتيرتها بصورة غير عادية مع قرب انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك واجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف خلال هذا الشهر، خصوصا أن المطلب الأساسي الذي تركز عليه مريم رجوي يتعلق بالدعوة لإدراج مجزرة صيف عام 1988 ضمن جدول أعمال الاجتماعين، ويعلم نظام الملالي أن ذلك لو حدث فإنه سيكون بمثابة صدور حكم الإعدام بحقه، خصوصا أن المتهم الرئيسي هو الملا خامنئي مرشد النظام.
النضال الضاري الذي تخوضه الزعيمة رجوي، من أجل طرح ملف حقوق الإنسان في إيران على مستوى دولي وتقصي الانتهاكات التي جرت وتجري دونما انقطاع في مجال حقوق الإنسان، بات يقترب كثيرا من تحقيق أهدافه وغاياته الأساسية المرتبطة باستدعاء قادة نظام الملالي ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الإيراني، والحبل الذي طالما لفه الملالي حول رقاب أبناء الشعب الإيراني ظلما وعدوانا، سوف يلتف عما قريب حول رقابهم وذلك حكم التاريخ الذي لا مجال فيه أبدا. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية