العدد 3255
الثلاثاء 12 سبتمبر 2017
banner
استيعاب التباين الإنساني
الثلاثاء 12 سبتمبر 2017

بغض النظر عن بعض الالتباسات المُعلنة في وسائل الإعلام العالمية المختلفة حول قضية الروهينغا في بورما، إلا أن العنصرية وإزهاق أرواح الأبرياء من الناس، لا يبرره شيء على الإطلاق.

ترى الأغلبية المعتنقة للديانة البوذية أن الروهينغا في ولاية راخين الواقعة في بورما مهاجرون غير شرعيين، وتتعامل معهم بعنصرية، فارضة عليهم القيود، والسؤال: هل كانوا سيعاملون بذات الطريقة لو أنهم اعتنقوا ديانة أخرى غير الإسلام؟

تصريحات بعض المسؤولين في بورما تفيد بعدم وجود أي تطهير عرقي أو استهداف للمسلمين، وأن الحال أبعد ما يكون عن ذلك، رغم التأكيدات بصعوبة القضاء على التعصب الذي تعاني منه الأغلبية الساحقة هناك!

الأعداد الكبيرة النازحة إلى بنغلاديش من ويلات هذا التصعيد والاضطهاد في منطقة من بورما سوادها الأعظم من المسلمين، تدل على أسباب هذا النزوح، وتؤكد حقيقة استهداف المسلمين في تلك المنطقة من العالم.

إنَّ التعصب للدين أو العرق أو ما شابه من صنوف التمييز والتباين الإنساني، لا يؤدي إلا إلى الدمار، واعتقاد كل طرف بأنه الأفضل، لا يخلق سوى الكراهية، والنظرة العنصرية للأغلبية ضد الأقلية، لا يتمخض عنها سوى الوَبَال أينما حلت.

كم هي فنون التعايش السلمي وتفهم الآخر واستيعاب التباين الإنساني، كفيلة بأن تحيي الناس حياة الوئام؛ لأنها خالية من براثن العنصرية والتطرف، وضامنة لاستقرار الحال والعيش بسلام، وذلك بالتأكيد أفضل بكثير من التصارع بسبب تباينات لا ينبغي أن تقتل الود فيما بينهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية