كان خطاب صاحب السمو أمير دولة الكويت الشقيقة ملامسا لقلوب أبناء الخليج، حتى لو استبعدنا تحقق بعض ما جاء فيه تحت أي ظرف أو في المنظور القريب، فقد لاقى استحساناً كبيراً لدى شعوب المنطقة، الأمر الذي يعكس مدى الأزمة التي سببتها قطر لدى شعوب الخليج في المقام الأول.

كم نتمنى أن يستمع من بيده الأمر في الدوحة لصوت العقل، فليس في صالح الخليج تأخير الحل، لأن التأخير بكل بساطة يعني مزيداً من الانشقاقات والتكتلات والتحزبات.

وعن اتصال أمير قطر بسمو ولي العهد السعودي، لا نعول كثيراً ولا نعلق آمالاً تصدمنا لاحقاً على هكذا اتصالات، فالقرارات الحقيقية تحتاج إلى إرادة حقيقية لا إملاءات من الخارج وضغوط من الداخل المتناقض غير المتماسك، فضلاً عن أنها بحاجة إلى تطبيق عملي على أرض الواقع لتكون ترجمة صادقة للتغيير وطلب الإصلاح، وإلا ما مغزى طلب الحوار، فعندما يحترق البيت، يجب أن يكون إطفاء الحريق أول غاية، ثم الكلام والنقاش في أسباب اندلاعه.

إن صدقت قطر النوايا وأبدت رغبتها الحقيقية في الصلح قولاً وفعلاً بإذن الله ستعود المياه لمجاريها، وهذا ما نأمله.