برك السباحة من أكثر الأماكن إهمالاً، حيث يقوم ملاكها بتأجيرها طوال أشهر الصيف دون مراعاة اشتراطات الصحة والسلامة، وشجعهم على ذلك غياب الجانب الرقابي والعقوبات.

يستغل الملاك الإقبال الكبير على البرك، حيث يقومون بتأجيرها على مدى 24 ساعة دون تبديل المياه، وعادة يستخدمون كميات كبيرة من المواد الكيماوية لتنظيف البرك، تؤدي في الغالب إلى إصابة مرتاديها بأمراض والتهابات خطيرة، إلى جانب افتقارها لمعدات السلامة وكثرة حوادث الغرق خلال السنوات الماضية.

الملاك لا يهمهم سوى تحقيق الربح المادي على حساب المغفلين والبسطاء الذين يجهلون معايير النظافة ويتهاونون في أمور السلامة، وما قامت به المحافظة الشمالية من تشكيل لجنة تنفيذية رقابية بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني ووزارة الصحة، خطوة جيدة لابد من استمرارها وتطبيقها في جميع المحافظات، حيث بينت زيارات اللجنة افتقار (15) بركة للعديد من مقومات النظافة والسلامة، وأكدت الحاجة القصوى لوجود عقد اتفاق بين المالك (المؤجر) وجهة تنفيذية رقابية تضمن إلزام (المالك) باشتراطات الصحة والدفاع المدني، وتشديد العقوبة في حال الإخلال ببنود العقد أو رصد أية مخالفات، فالإهمال والقصور واضح من الجهات التنفيذية والملاك معاً وتصحيح أوضاع البرك بات ضرورياً.

إلى جانب أهمية وعي الأهالي بتعليم أطفالهم السباحة في سن مبكرة، وعلى الأندية الرياضية والشبابية إنشاء المسابح بكل المدن والقرى، وتكثيف دروس السباحة بأسعار رمزية لأكبر عدد من الأطفال والمراهقين خلال فترة الصيف، ولا غنى عن الدور التعليمي في المدارس والروضات عبر الأفلام والدروس التوعوية.

حوادث الغرق المتكررة تستدعي استنفار الجهات الرقابية ووضع آلية رقابية مشددة تشمل جميع نواحي السلامة والأمن والنظافة، ولا يمكننا إغفال أهمية الجانب التوعوي عبر الرسائل والفيديوهات طوال فترة الصيف ونشرها بشكل واسع بكل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لشد انتباه الأهالي حول أهمية الرقابة الذاتية على أبنائهم وعدم التهاون بتركهم مع الغرباء والأطفال في برك السباحة والشواطئ... أولادكم أمانة.