العدد 3257
الخميس 14 سبتمبر 2017
banner
بروح رياضية حسن علي
حسن علي
النصر وداركليب .. المنافسة أم الديون؟
الخميس 14 سبتمبر 2017

يعيش ناديا النصر وداركليب ظروفًا صعبة للغاية هذا الموسم، في ظل هجرة أفضل نجومهما إلى الأندية الكبيرة، مما سيضعف فرصهما كثيرًا في المنافسة على لقب مسابقتي الدوري وكأس الكرة الطائرة.

النصر خسر أربعة من ركائزه الأساسية وهم فاضل عباس الذي انتقل للمحرق، وسيلحقه حسن ضاحي، فيما انتقل أيمن هرونة للأهلي وصبيح إبراهيم إلى البسيتين، أما داركليب فإنه على وشك خسارة أفضل عناصره بدخول المحرق بقوة للظفر بخدمات محمد يعقوب بعرض مالي مغر حسبما يتداول، مع مساعي “فريق الأحلام” للاستفادة من علي ابراهيم للموسم الثاني على التوالي.

وإذا ما نجح المحرق فعلا في الحصول على خدمات محمد يعقوب وعلي إبراهيم فإن كفة المنافسة ستميل لأندية المحرق والنجمة والأهلي على حساب البقية، وستكون الأندية الثلاثة هي الأوفر حظًّا لنيل لقبي الدوري والكأس وفق المعطيات المنطقية دون أن نلغي حظوظ باقي الأندية وقدرتهم على مخالفة التوقعات.

هذا الواقع المرير الذي فرض على ناديي النصر وداركليب يستوجب تفهم ووقفة الجماهير، فالإمكانات المادية تحول دون قدرة الناديين على تعويض لاعبيهم أو الدخول في صفقات ترهق ميزانيتهم أكثر، في ظل تضخم المصروفات مع انخفاض الدعم المقدم من الدولة.

فالنصر وداركليب أمام خيارين، إما الاعتماد على الوجوه الصاعدة واللعب بمن حضر مع تحقيق مركز مرض ولكن بسقف عال من الطموحات،  أو مواصلة صرف المزيد من الأموال على التعاقدات وتزايد الديون لتصل إلى الضعف وهو ما سيقود الناديين إلى مشاكل إدارية ومالية جمة، فداركليب على سبيل المثال وصلت ديونه إلى أكثر من 80 ألف دينار تقريبًا حسبما وصلني من مصادر خاصة.

في تصورنا الشخصي أن الخيار الأول هو الأنسب، فالنادي ينبغي أن يتعامل مع الظروف الواقعية المحيطة به دون أن يحمل ميزانيته أكثر من طاقتها، وهنا أستغرب من توجه النصر تحديدًا للاستعانة بطاقم تدريب تونسي بدلاً من الاعتماد على طاقم محلي لتوفير المال، أو الاستعانة بالطاقم التونسي للفئات السنية على أقل تقدير.

كما أن الخيار الأول سيكسب النادي جيلاً واعدًا من اللاعبين الجدد، وعلى جماهير ومحبي داركليب والنصر أن لا يكثروا الضغط على مجلس الإدارة، وأن يتفهموا الظروف المالية الصعبة التي تقف حجر عثرة في سبيل المحافظة على النجوم، ومن لديه اعتراض من أفراد الجمعية العمومية أو الجماهير يجب أن يبادر بالبحث عن الحلول مع إدارة النادي بدلاً من الانتقادات الهدامة التي لا تقدم ولا تأخر، فأعضاء مجلس الإدارة هم أشخاص متطوعون جاؤوا ليسدوا فراغًا تركه “المنتقدون” حبًّا لأنديتهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية