العدد 3259
السبت 16 سبتمبر 2017
banner
لا تعلقوا عليهم إخفاقاتكم
السبت 16 سبتمبر 2017

رغم تظاهر مجتمعنا بالتحضر وتقديره المشتغلين في حقل التربية والتعليم إلاّ أنّ الواقع على النقيض تماما، وتكون المأساة مضاعفة بل أشدّ فداحة إذا كان من يطلق الاتهامات القائمون على شؤون التربية والتعليم، يحزننا بلا شك أن تعلق على الكوادر التعليمية الإخفاقات وفشل خطط التطوير والنهوض بعملية التعليم. مناسبة الحديث ما أعلنه أحدهم ذات مرة عندما أشار إلى أنّ الوزارة تعمل على التطوير والتحسين لذلك نظمت برامج إعادة تأهيل المعلمين ورفع كفاءتهم لكن هناك من يرفض التطوير. المسؤول قال أيضاً: هناك فئة من المعلمين لا يوجد لديهم دافع للتطوير خصوصا القدماء منهم.

الذي يجب قوله هنا إنّ المعلمين شأنهم شأن بقية المنتمين إلى القطاع الحكوميّ، يمتلكون الإخلاص ومنهم من يفتقدونه، فهناك فئة منهم التحقت بالتعليم ربما عن غير رغبة ولا دافعية لديها لقطاع التربية والتعليم ووجدت نفسها مضطرة لامتهان التعليم، لذا لا يشكل وجود هؤلاء صدمة لنا، الموضوعية تقتضي القول إن نسبة هؤلاء لا تتعدى الـ 5 % أي أن أعدادهم محدودة وبالتالي لا تشكل تأثيرا على مسيرة التعليم ولا يجب أن نوصم كل المنسبين للتربية والتعليم بالكسل والتسيب وغيرها من نعوت تعد ظلما لا نظير له وتشويها لأشرف وأقدس مهنة على الإطلاق.

من البديهي أن بعض قدماء المعلمين تقلّ لديهم الرغبة في العطاء، وبين هؤلاء من أمضى ثلاثين عاما، وهناك آخرون فاقت سنوات خدمتهم ذلك وباتوا على عتبات التقاعد، وافتقادهم الدافعية أمر طبيعي جدا، كونهم أفنوا زهرة شبابهم في التربية والتعليم. نحن على يقين بأنّ هناك معلمين يسعون بشتى الطرق إلى الالتحاق ببرامج التدريب ورفع كفاءتهم، ثم إنّ هذه البرامج لم تعد مسألة اختيارية بل إجبارية وبالتالي فإنّ الادعاء بأنّ المعلم يرفض التطوير زعمٌ لا أساس له.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية