العدد 3260
الأحد 17 سبتمبر 2017
banner
تعويض البيت الأسود
الأحد 17 سبتمبر 2017

البيروقراطية غول مهيمن بمفاصل بعض الإدارات الخدماتية. يرتدي ثوب إجراءات رسمية مملة، تزج أصحاب المعاملات بمتاهة مستندات مُنفرة.

قس على ذلك معاناة أسرة محدودة الدخل التهم حريق مسكنها المتواضع. أسرع طوق نجاة يردها من المحافظة. وتستلم 300 دينار فورًا.

يطرق البحريني باب وزارة العمل والتنمية الاجتماعية؛ طالبًا تعويضًا، ينقذه من ابتلاء كومة الرماد.

يأتيه رد الوزارة لتزويدها برتل من المستندات. بعضها لا ينتمي لزمن ربط الوزارات بأنظمة إلكترونية مشتركة للمعلومات أو مراعاة لاستعجال نظر حالات إنسانية ليست من أحفاد النبي أيوب. ومن أبرز المطلوبات:

- تقرير الحريق من إدارة الدفاع المدني (5 دنانير رسم استخراجه).

- صورة شمسية لصاحب الطلب.

- نسخة من البطاقة الذكية لصاحب الطلب والمقيمين معه.

- نسخة من جواز السفر.

- إفادة استلام أو عدم استلام معاش تقاعدي.

- نسخ من شهادات رواتب مقدم الطلب، وزوجته، أو استمارة تعهد بالدخل الشهري من العمل الخاص.

- مقدار الدخل من السجلات التجارية إن وجدت.

- إفادة من المؤسسة الخيرية الملكية بالنسبة للأرامل والأيتام.

- مستند بنكي لصاحب الطلب لتأكيد رقم الحساب.

- إحضار فاتورة الكهرباء.

- صور الحريق إن وجدت.

وبعد زيارات مكوكية لمختلف الجهات الرسمية. يوفِّر المواطن المتعطِّر برائحة فحم المنزل جبل المطلوبات، وبعضها غير ضروري .

وتعقد اللجنة المختصة بالوزارة اجتماعًا “غير عاجل”؛ للبت في التماس المعونة، وفق معايير قديمة وضعت قبل 10 سنوات. وتقرّر صرف مساعدة للمواطن المنكوب. ولسان حاله يسأل موظف الوزارة:

- كم؟

- متوسط التعويض لا يجاوز 1200 دينار فقط (الحد الأقصى 2000 دينار).

- مشكورين!.

لماذا لا يكون مسار تقديم طلب التعويض بمبتدئه ومنتهاه في عهدة المحافظات؟

تيار

“الجمال طغيان قصير العمر”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية